مقالات

التدخلات الدولية ومسار الحرب في اليمن

 


المعركة السياسية الدبلوماسية التي ابتدأت مع مشروع القرار البريطاني حول اليمن، والتحضير لجولة المفاوضات اليمنية المرتقبة، لا تقل أهمية عن الحرب نفسها.


وربما تحدد مساراً يحسم نتيجة الحرب بشكل نهائي، وقوفاً، أو استمرارية بنسق مختلف عن مسارها في السنوات الأربع الماضية.


وأول مرة تكون جنسية المبعوث الأممي عامل حاسم في توجهاته ومحددة لها.


ومن الصعب أن تعود بريطانيا صاحبة نفوذ مستقل، فهي ممكن أن تكون تختاً استشارياً للنفوذ رقم واحد في واشنطن الذي ارتبطت به باعتبارها رقم اثنين وتحصل على بعض المنافع تتركها لها أمريكا.


أما الامبراطورية تلك التي كانت تحكم العالم فتاريخ يمكن الفخر به من دون الحلم بعودته.


حتى القول إن بريطانيا هي عقل أمريكا فيه مبالغة، فهو إرضاء لغرور دولة زالت قوتها وأفل نجمها وباتت تتخبط بين الارتباط الكاثوليكي بأمريكا القوية والمشترك الذي يجمعها مع أوروبا وتتعالى عليه مدفوعة بغرور قديم لقوتها الآفلة وإغراء حديث بالاستقواء بقوة أمريكا والبقاء ظلاً لها.


إنجلترا تاريخ لن يعود كما كان ولا حتى ظل باهت لما كان.


وندرك أن الحرب في اليمن تحتاج “حلاً” ينهيها فعلاً، أما وقفها من دون حل فيعني استمرارها ضمنياً، وهو لا يفرق كثيراً على مستوى استمرار التكلفة الإنسانية التي يتحملها الشعب اليمني في حياته ومعيشته واستمرار حالة التيه بكل أكلافها.


من المقولات الشهيرة أن السياسة تنبني على التعددية ولا تعددية بدون دولة جامعة لها.


إذن لا سياسة بدون تعددية وبدون دولة جامعة تحدد سقفها وترعاها وتفصل بين المتنافسين فيها بقانون ينبثق من عقد اجتماعي يقر به الجميع ويحتكمون إليه.


عملية سياسة من دون دولة يقر بها الجميع، تشبه سباقاً عشوائياً بدون معايير وقواعد وضوابط يقر بها المتسابقون وتنظم سباقهم وتحكمه وتحدد شروط الانتصار العادلة في مضماره.


وختاماً.. هذا الذهول الذي يلف حياة اليمنيين على مدار الساعة سوف يصنع قيماً جديدة حية وحياة متعافية.


من صفحة الكاتب علی (الفيس بوك)


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى