من ينتصر لتعز

 


لم يعد بمقدورنا العيش على تاريخ تعز المدني المشرق، ولا على انقاذها ، قرابة اربع سنوات من الحرب والحصار والنزيف المتواصل كانت كفيلة بتغيير ملامح هذه المدينة ، و تشويه كل جميل فيها . خلال هذه السنوات اثبتت تعز قدرة على الصمود في وجه الة الحرب المتوحشة ، غير ان حجم الخذلان الذي واجهته حول ذلك الصمود الاسطوري الى “صدود” عن الحرية والتحرير .


لم تبادر مدينة يمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي قبل تعز ،ولم تنل مدينة يمنية نصيبها من الحرب والحصار كتعز ،لم تصمد مدينة يمنية في وجه مليشيا الحوثي كتعز ، و لم تخذل الشرعية والتحالف ،والمجتمع الدولي مدينة يمنية كخذلانهم لتعز .


انجزت تعز الكثير، غير ان ما انجزته حتى الان لا يتعدى قدرتها على تحمل سوء الاخرين . هذه القدرة بحد ذاتها (رغم انها تعني لنا الكثير )ما لم تتحول الى حالة ثورية عارمة لاستكمال تحرير المحافظة ، لا يمكنها ان تمثل اي ضمانة حقيقية لعبور تعز نحو المستقبل الذي ضحت من اجله مع اي تسوية سياسية قد تنجز .


ثمة واقع جديد تعيشه تعز يجب علينا الوقوف عليه جيدا ،والانطلاق منه لاستكمال التحرير ، ليس ثمة جهة يمكن الركون اليها لإنجاز المهمة اكثر من انفسنا ،وليس ثمة شيء يمكن لنا ان نفخر به في المستقبل اكثر من انجاز نصر حقيقي يضمن لنا العيش بكرامة ..لنتذكر بهذه المناسبة مدينة “سيراجيفو” قدس أوروبا” او “قدس البلقان” كما يسميها البعض ، حتى وقت متأخر من القرن العشرين كانت”سيراجيفو” المدينة الأوروبية الكبرى الوحيدة التي كانت تضم المسجد، والكنيسة الكاثوليكية، والكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة اليهودية داخل الحي نفسه.


هذه المدينة التي تقع في قلب اوروبا و اجتذبت اهتمام العالم عدة مرات طوال تاريخها تركتها اوروبا والعالم اجمع للحصار والجوع ،والقتل خلال الحرب البوسنية ،لمدة ما يقرب من أربع سنوات من عام 1992 إلى عام 1996، عانت المدينة حصار هو أطول حصار فرض على مدينة (1425 يوما ) خلال تلك الحرب .


التاريخ لا يكتبه الا المنتصرون


والعالم لا ينتصر لمن لا ينتصروت لانفسهم


 


 

Exit mobile version