مقالات

هل مات صالح؟

 


لم يتبقى لدى اليمنيين من الرئيس علي عبدالله صالح إلا صورة يطاردونها هنا وهناك على أمل ان يكتشفوا انه لايزال حيّا..


يا الله ما أصعب ان تطارد الشعوب صور الموتى ليأسها ممن هم على قيد الحياة..!


رحل الرجل قبل عام من اليوم وبعد عام لايزال الشعب غير مصدق ان صالح مات..


اغرب الرسائل التي تلقيتها في حياتي كانت هي تلك التي تلقيتها اليوم ولمواطنين عاديين من كل المحافظات يترجونني فيها ان أتأكد فيها فيما إذا كانت الصورة حقيقية أم لا؟..


قلت لهم أنها غير حقيقية.. قالوا تأكد لعله لم يمت لعله حي في طريقه لإنقاذنا..


ثار اليمنيون ذات يوم على صالح وصدقوا أوهام الثورة ويبحثون اليوم عما يشبهه..


صاح فيهم صالح متحديا ان يحلوا مشكلة واحدة..


صدق صالح وكذبوا..


لم يكن صالح أفضل الرجال لكنه كان اقلهم سوءا..


يُقلب اليمنيون أعينهم في كل وجوه المشهد السياسي اليوم ولسان حالهم يقول:” كل الرجال ماتوا..


كل الرجال ماتوا والناس تقلب عيونها مابين مدن متناثرة وميليشيات مسلحة ووطن يضيع.


والرجال ماتوا فعلا فكل الوجوه مابين هارب ومرتزق وخاين ومنبطح وعميل..


لايبحث الناس عن “صالح” فصالح رجل خلت من قبله الرجال ، لكنهم يبحثون عن وطنهم الذي ضاع برحيله وارتحاله.


في وجدان الكثير من البسطاء يرتبط اسم صالح بأسم اليمن القوية ، تلك الدولة التي كنت مهابة عزيزة وقوية وجميلة ..


يمنيون كثر “كرهوا صالح” وكاتب السطور احدهم لكن واقع مابعد صالح جعلنا نعض الاصابع ندما على وطن لم نحافظ عليه كالرجال..


على مقعد طائرة اليمنية في طريقنا الى عدن خاض معي رجل عجوز نقاش عن واقع ماقبل 2011 ..


حكى لي عن اليمن كثيرا وبأعين ممتلئة بالدموع قال متعثرا :” وماذا كان ينقصنا؟


وماذا كان ينقصنا اذا قسناها بواقع اليوم فالحال بعيدا بعيد بعيد.


مات صالح ولن يعد لكنه كان فارس اليمن بلامنازع ورجلها الشجاع وفارسها النبيل الذي لم يفر يوما مثل غيره..


الرجل الذي هابه العالم واحترمه ..


مات صالح نعم لكنه ترك أثرا عظيما في نفوس الناس في اليمن لن تمحوه إي قوة.


تبحث الناس عن صورة صالح وتُمني نفسه بأنه لايزال حيا كيف لا وهم بعهده كانت لهم دولة وجيش وامن ومرتبات.


كيف لا وهم لم تطأطئ لهم جباه ولم يهان لهم عزيز..


كيف لا وهم لم يقفوا طوال ٣٣ عام بحاجز تفتيش واحد ولم تدس امة واحدة لهم على طرف..!


لايزال حيا في قلوب كثيرين ،اختلفوا أو اتفقوا معه لكن اعترفوا ان الفراغ الذي تركه فشلوا في إملائه.


أصاب واخطأ، أحسن وأسأ ،نجح وفشل لكنه لم يرتضي قط لليمن ان تهان ،كان عنيدا قويا شجاعا .


صالح الرجل الذي عرف اليمن قاطبة وعرفته اليمن كلها.


كان سيئا بعض الشيء نعم، لكن من جاؤوا بعده اثبتوا أنهم أسوأ منه ألف مرة..


مات صالح ولن تلد مثله اليمن ابد الآبدين.. ولن تبقى لليمن منه إلا حسرة.


 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى