إنّ كيد الحوثي كان ضعيفاً

 


الحوثي اليوم، يوّحد شتاتنا، ويجعلنا نستعيد قيمنا واخلاقنا، التي كنا قد فقدناها بقصد أو بدون قصد، وبعد أن كان قد استغل أمراضنا وخلافاتنا الطبيعية وغير الطبيعية، لصالح مشروعه الإرهابي والسلالي القذر، الذي يستهدف عمق أمننا القومي كأمة عربية، وتعامل معه البعض بسذاجة أو ببراءة ووفق منطق المكايدات والصراع السياسي المعقد، ولم يكن أحد يتصور مدى خطر فتنة الحوثي، وإلى أي حد يصل جرمه بحق أمته ووطنه وقومه!!


 


اليوم أغلبنا استيقظ من تلك الغفلة، بفعل إرهاب الحوثي وممارساته.. ومدى ما اتضح من تورط أطراف دولية كبرى معه، وهذا ما يبين بأن الحوثي أكبر من جماعة إرهابية تتبع الخمينية وتخدم أهدافها بالسيطرة على أمتنا واستهداف العرب كأمة وكدول، فهو أيضاً أجندة لأطماع أخرى وسياسات قذرة تتوافق مع إيران الخمينية باختراق أمننا وتهديد حياتنا عبر هذه الجماعة الإرهابية.


 


يتضح لنا اليوم مدى خطر الحوثي بمن يقف وراءه، وينتشله من مأزقه، وينفخ به الحياة من جديد كلما أوشكنا على كتم أنفاسه، ونزع الروح منه، وقمنا ببتر أطرافه، ونزع مخالبه، وتقطيع شرايينه، وكلما نجحنا بوأده حياً أو شبه حي ونصف ميت، بمعاركنا النوعية الحاسمة ضده، التي كلما اشتعلت انتصاراتها، ارتفعت الأصوات المنددة والداعية للسلام، وأسرعت وتيرة وخطى التحركات الدولية بسرعة عالية، بالوقت حين تدار معارك غير نوعية وغير حاسمة ضد الحوثي، وتكون الضحايا المدينة والمعاناة منها بما هو أكثر وأكثر، فإنك لا تجد التحركات الدولية المستعجلة ولا الأصوات المنددة ولا الداعية للسلام والحل، كما هو الأمر حينما تكون المعارك لصالح الحوثي!!


 


الحوثي وحدّ شتاتنا كأمر واقع، وما زالت المعركة أمامنا طويلة وكبيرة ومليئة بالعقبات الصعبة، وبالمفاجآت الكثيرة غير المتوقعة، فستنكشف كثير من الحقائق التي ما زلنا نجهلها حتى اللحظة، كما انكشفت لنا كثير من الحقائق كنا نجهلها ونتجاهلها بالمراحل السابقة.


 


ليس أمامنا إلا أن نتوحد أكثر وأكثر، ونتجاوز كل ما بيننا من خلافات واختلافات، ونترفع فوق كل الصغائر ونتقارب من بعضنا أكثر، ونسد كل الثغرات ونصحح كل الأخطاء التي يستغلها هذا العدو القذر..


 


إنّ كيد الحوثي ضعيف، بل أوهن ضعفاً من بيت العنكبوت، حين نعي حقيقة مخاطره، ومواطن الضعف والثغرات التي استغلها بطرق شيطانية خبيثة.


 


كان البعض أو الأكثر منا يتعامل معه بحسن نية وعدم إدراك لحقيقة هذا الخبث الأكثر كيداً وتضليلاً وشيطنة، وما إن بدأ اليمنيون يدركون حقيقة هذا المكر، ويستعدون للاتحاد ضد هذا الشيطان، حتى انقلبت بطولات الحوثي وادعائته إلى وهم تبخر خلال ساعات قليلة، وأصبحت زوامله مجرد هلوسات ونكت سخيفة، فتحطمت أسطورة الحوثي وقوته تحت أقدام الأبطال، في لحظة وعي وطني، تحررت من ظلام الحوثي وضلاله..


 


وكذلك اليوم في معركتنا السياسية والدبلوماسية، مع كل من يسعى لإنقاذ الحوثي، ونحن نمرغ أنفه التراب، ملحقين به أشد الهزائم، لا نتفجأ، ولا نساوم ولا نخاف، نعي بأننا اليوم لا نهزم الحوثي ونلقنه الهزائم المذلة وحده، بل كذلك من اشترك معه في جرمه، كل من صدق وراهن وشارك بصنع هذا الخطر ضدنا، كل من صدق وسوسة الحوثي الشيطانية، بأنه قادر على صنع شيء وأن يكون له شأن بيننا..


 


لن نتراجع، سنستمر في معركتنا، وسنتجاوز عقباتها بتوحدنا أكثر وأكثر، وفي حالات من اليقظة الوطنية والقومية، سنعرف كيف نصنع انتصاراتنا، ونحن نخوض معركتنا العادلة في الدفاع عن أنفسنا وطنياً وقومياً، من سياسات ووسواس شيطانية.


إن كيد الحوثي كان ضعيفاً، لن يصمد أمام يقظتنا وإرادتنا واستبسالنا، ولن نتراجع في معركتنا حتى النصر كاملاً مكتملاً.


 


 

Exit mobile version