مقالات

ثاني ديسمبر المجيد وإنقلاب المعادلة

 


في مثل هذا التاريخ المجيد من العام المنصرم، تفتق الصبح معلنا تباشير بداية عهد ونهاية عهد، في مثل هذا اليوم قام قائد القادة وبطل الأبطال حامل راية الجمهورية ونفض غبار الصمت والإنهزام، وأعلنها إنتفاضة شعبية عارمة، دعى فيها ﻹجلاء الجهل؛ وإبادة الكهنوت، ونسف مخلفات الإمامة، وكان أول المقاتلين وأشدهم عزيمة، لم يثنيه التعب، ولم يحنيه العمر، ولم يكبح جماح غضبه الجمهوري الجامح شيء إلا أن ينتصر للوطن والشعب، وأن يهب هو والقلة من الأوفياء هبة واحدة في وجه الطغيان الكهنوتي المتعجرف.


 


وخرج الشعب فرحا كأنما فتحت له طاقة الفرج، وعمت الفرحة أرجاء البلاد بعد أن ظنوا أن لاخلاص، خرجوا ليفجروا غضبهم على الكهنة، مزقوا شعاراتهم، أسقطوا صورهم، رفعوا أصواتهم غضبا يرددون “لاحوثي بعد اليوم”


وقامت انتفاضة عدل وحق على من جاءوا من الكهوف لينتقموا من ثورة السادس والعشرين من سبتمبر.


 


ومما جادت به قريحتي هذه الأبيات:


في اليوم الثاني لديسمبر


              قمنا شعبا، جندا، عسكر


في وجه الكاهن والطاغوت


              في وجع الأشعث والأغبر


من جاء ليهدم بلدتنا


               حقدا في ثورة سبتمبر


 


وعاد الأمل إلى الناس باستعادة الدولة واستعادة حقوقهم التي سلبهم إياها الكهنة، ولكن قامت قيامة الأعداء في الخارج، من كانوا يعلمون أن انتهاء الكهنة هو إنتهاء لمأساة اليمن وبالتالي انتهاء لأطماعهم فيها، فاجتمعوا على كلمة واحدة، أن يقتل الشعب كي يحيا الطغاة الجهلة، من جعلوا من اليمن مرتعا خصبا لهم ولأطماعهم.


 


وماكانت الرصاصة التي وجهت صوب الزعيم إلا رصاصة توجهت صوب الشعب بأكمله، واستشهد الزعيم رحمات ربي عليه، استشهد واقفا بطلا هماما، حاملا سلاحه يقاتلهم، وقد أجمعت قوى الشر في العالم على أن رحيله هو الحل ليبقى الكهنة ويعم الفساد ويمتصون دماء هذه الأرض أكبر مدة ممكنة.


 


لقد كان حجر عثرة في طريق أطماعهم الرخيصة، وشوكة في حلق الأعداء، وحائط صلب وحصن منيع يلتف حول اليمن كل اليمن.


 


رحل صالح قدم روحه الطاهرة فداء للوطن وللجمهورية، رحل فكان رحيله نار لاتخمد ولاتنطفيء، رحل فبكت عليه الأرض والسماء، وتألم الشعب لرحيله وانتحبت القلوب في مضاجعها، فكان ذلك دافعا للغضب ومولدا للإصرار على استكمال الانتفاضة، وفاء لدمائه الطاهرة ودماء رفيقه عارف الزوكا، وكل الشهداء الذين سقطوا فيها تضحية وفداء للوطن وحريته وجمهوريته، فسرعان مااستعادة الإنتفاضة عافيتها وتحولت صوب الساحل بقيادة الفارس المبجل “العميد طارق عفاش”.


 


وبداء بناء جيش جسور لايعرف الكلل، وخلال عام من الإنتفاضة تهشمت قوى الكهنة كما لم يحدث في أعوام طويلة، وتم تلقينهم دروسا عظيمة في القتال، وخسروا خسائر ماكانت لهم بحسبة، فبدى النصر واضحا جليا وعاد الأمل ليتنفس في صدور أبناء الشعب ولازالوا وسيظلو ، حتى تنتهي الإمامة وملحقاتها الموبوءة ، رغم كيد أمريكا وإيران وقطر وبريطانيا وكافة قوى الشر الذين كادوا للانتفاضة قبل عام، هم ذاتهم من يسعوا بكل جهدهم وجهادهم لعرقلة المعركة في الساحل الغربي ولكن هيهات لهم، أنى لهم ذلك وقد حسم الجيش والشعب كلمته؛ واعلناها ثورة ومعركة حتى يسقط آخر كاهن في جهنم، وتبلغ هذه الإنتفاضة أهدافها.


وأما عن الخونة فسيعلم الخونة أي منقلب سينقلبون.


 


فرحم الله الزعيم شهيد الوطن، ورفيقه عارف الزوكه، وكل الشهداء، السلام لأرواحكم الطاهرة جميعا، ونحن على الدرب سائرون، رفعت الأقلام وجفت الصحف.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى