مقالات

معنى أن يكون جواز السفر الإماراتي الأقوى عالميا

 


ما حققه جواز السفر الإماراتي من تسيّد كلّي على مؤشر باسبورت أندكس وتربعه على المركز الأول عالميا، يمثّل حدثا استثنائيا يحتاج إلى الوقوف عنده طويلا، نظرا لما يختزنه هذا الحدث من معان كبرى، تصب جميعها في قيم التفوق والتميز التي تتبناها دولة الإمارات، كدولة حديثة ذات طموحات عالية، وتتحرك بسرعة في الفضاء الدولي لتحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحضارية والثقافية.


هذا التفوق الإماراتي على دول كبرى وعريقة وقوية، يؤكد أن هناك تحولات فاصلة على الصعيد العالمي تصبّ في صالح من ينظر إلى المستقبل برؤية فاعلة، ويعمل على تجسيد ثوابت العمل والسلام والمحبة وترسيخها بين الشعوب والأمم، أما العقليات الاستعمارية فقد تجاوزها الزمن، وكذلك الأمر بالنسبة لتلك الدول التي تحترف التدخل في شؤون غيرها، أو تبني إستراتيجياتها على المطامع والعقليات العنصرية وعلى النظرة الفوقية للآخرين، أو على دعم الإرهاب والتطرف وفق أجندات لم يعد تمريرها ممكنا بعد انفضاحها وانكشاف حقيقتها.


إن صعود جواز السفر الإماراتي إلى القمة ليس وليد صدفة، وإنما هو إشارة إلى المكانة التي تحظى بها تلك الدولة العربية الفتية التي احتفلت الأحد الماضي بعيد ميلادها السابع والأربعين، في العالم، وإلى الثقة في حاملي ذلك الجواز، باعتبارهم سفراء محبة وسلام وقادمين من بلد يحترم القانون والأعراف، ولا يصدّر إرهابيين أو متطرفين ولا متآمرين ومتلاعبين باستقرار المجتمعات.


كما يشير إلى مصداقية الدبلوماسية الإماراتية، وإلى الاحترام الذي تحظى به في مختلف دول العالم، وقدرتها على أن تترجم بفعالية طبائع مواطنيها، وأن تكون مرآة حقيقية لهم، فتقدم للدول الأخرى صورة الإنسان العربي المسلم الذي يمكن أن يطرق باب أية عاصمة دون أن يثير خوفا أو شكا، مثلما يحدث للأسف، مع مواطني دول عربية أخرى عشّش فيها التطرف وأضحت مصدر قلق وإزعاج، حتى وإن تحركت تحت يافطات الاستثمارات أو الأعمال الخيرية والإنسانية أو حتى التعاون الثقافي والإعلامي.


وعندما ننظر إلى جواز السفر كرمز سيادي للبلد الذي يصدره، وكقيمة سياسية تعكس أهمية الجانب الدبلوماسي لأية دولة، وكهوية لمن يحمله تضمّ بين تفاصيلها الرمزية قدرة سلطات بلاده على أن تكون ضامنة له وفيه، فإننا ندرك معنى أن يحتل الجواز الإماراتي المركز الأول عالميا بعد أن كان هذا المركز حكرا على دول بعينها، مثل الدنمارك والسويد وفنلندا ولكسمبورغ وفرنسا وإيطاليا والنرويج وهولندا وإسبانيا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة التي تراجعت إلى المركز الثاني، وكندا التي أصبحت تحتل المركز الثالث.


وعموما فإن قوة جواز السفر لأية دولة ترتبط بقدراتها الدبلوماسية والقنصلية، وباعتدال سياساتها، وأهمية قراراتها ومواقفها، وتفوق اقتصادها ورفاه شعبها، وأمن وسلامة مجتمعها، وبالموقع الذي تحتله إقليميا وعالميا، وبالثقة والسمعة الطيبة اللتين تحظى بهما لدى شركائها الدوليين، وهو ما يتأكد في الحالة الإماراتية ذات الحضور البارز على جميع الأصعدة، والتي يشهد العالم لقادتها برجاحة العقل وحكمة القرار ولشعبها بالطيبة والنقاء والتسامح ونبذ التشدد والتطرف والإرهاب.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى