ديناميات المفاوضات من أجل السلام

 


الحقيقة هي أن العالم لم يعد يريد أن يرى القضية اليمنية غير قضية إنسانية حتى تثبت الحكومة الشرعية أن الجذر السياسي للقضية ، والمتمثل في تمرد المليشيات الحوثية على الدولة ونهبها ، هو سبب المشكلة . وأن السلام مرهون بانهاء هذا السبب الذي فجر الحرب.


الطريقة التي تدار بها محادثات السلام ، بتجاوز هذه القضية وبتغييب المرجعيات ، لن تتوصل إلى هذه الحقيقة بالمرة . حتى المفاهيم والتسميات التي تستخدم تعكس التجاوز المخل لتحديد طبيعة المشكلة .


أطلق على وفد المتمرين الحوثيين “وفد صنعاء”!! بأي منطق سياسي أو قانوني أو تفاوضي يمنح هذه التسمية للمتمردين .


هذا مجرد نموذج لمحاولات تكسير ديناميات الحل السلمي الحقيقي بتسويات لن تورث هذا البلد غير المزيد من الصراعات والحروب .


كان وزير الخارجية اليمني موفقاً اليوم في رده على الصحفيين بشأن اولويات المسار نحو الحل النهائي ، لكن ديناميات هذا الحل مختلة بكل المقاييس في اللحظة الراهنة التي تجري فيها المفاوضات ، فقد جاء الحوثيون وهم يرفعون علامة “النصر والصمود” وإلى جانبها الضغط الانساني الذي راهنوا عليه بتطويل زمن الحرب ، وما صاحبه من تفكيك للجذر السياسي للمشكلة التي خلقوها بانقلابهم المشئوم .


ما لم تستعدالحكومة المبادرة بإعادة انتاج ديناميات مفاوضات جادة للسلام ، يكون على رأسها حق الدولة في استعادة كل الاراضي والمنشئات المنهوبة من الانقلابيين بدون قيود ، فلن يكون أمامنا غير فراغ هائل يعمل الحوثيون على التمدد فيه ، ومن ورائهم مشروع قلب الطاولة على المنطقة كلها .


 


 


 

Exit mobile version