مقالات

سيسلم الحوثي الحديدة لكي يحصل على مطار صنعاء

 


بعد أن كانت الشرعية تطالب المليشيا الخروج من صنعاء، مليشيا الحوثي تطالبها بالخروج من الحديدة!


 


يسعى الحوثيون إلى فتح ميناء جوي عبر مطار صنعاء بعد فقدان أملهم بالميناء البحري، اليوم وقد تم تعليق الحرب على الحديدة.


 


أصبح مطار صنعاء من أبرز النقاط التي تتصدر قائمة المفاوضات في ستوكهلم لماذا؟!


 


رغم أن مطار صنعاء كان مغلقاً على الشعب والعامة، أما الحوثيون فهم يستخدمونه عبر الأمم المتحدة أو طيران عمان أو المنظمات الإغاثية.


 


فهل تشديد مليشيا الحوثي على المطار له علاقة بكماشة طارق على الحديدة ومينائها والساحل الغربي الذي كان منفذاً لتهريب السلاح عبره؟!


 


وبهذا يكون لديهم البديل لتهريب ما يريدونه عبر مطار صنعاء؟!


 


بغية التوصل إلى سلام مستدام في اليمن، يبحث الحوثي عن ميناء جوي يعوضه عن الميناء البحري الذي فقد السيطرة عليه! وتبحث الشرعية على إرضاء الضغوط الدولية فيصرح عبدالعزيز جباري “إن الحكومة حريصة على إعادة فتح مطار صنعاء ولكن وفق ضوابط وبما يجنب استخدامه في الشؤون العسكرية من قبل الحوثيين” ولو على حساب المواطنين الذين يعيشون ويلات الحرب والحصار في الحديدة.


 


ومع ذلك ترفض المليشيا، فهي تريد ميناءً دولياً وليس داخلياً، وقبلوا في فترة من الفترات بأن يفتح ويتم التفتيش في بيشة ذهاباً وإياباً ولم يشددوا في أكثر مطالبهم بالمفاوضات سوى أن يفتح الحصار جواً وبراً وبحراً، ويتوقف القصف!


 


وعلى الرغم من بارقة الأمل والانفراجة التي حدثت في أداء جريفيث وليس في نتائج المفاوضات، فقد جمع المتفاوضين على طاولة واحدة بغية استعادة الثقة بينه وبين الأمم المتحدة التي اختارته مبعوثاً لها إلى اليمن! وليس كما يشاع من بناء ثقة بين الأطراف اليمنية المتفاوضة في السويد سيما بعد انقطاع سنتين.


 


وتظل قناعة الوفد الحكومي بأن خيار العملية العسكرية هو الأقرب، ولكن الضغوطات التي مورست على الشرعية جعلته يقدم الكثير من التنازلات، وهو ما صرح به وزير الزراعة عثمان مجلي “نحن الآن في مشاورات تجاوباً لدعوات المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها، ما زلنا نناقش إطار مباحثات سلام”.


 


وبعد أن كانت الشرعية تطالب مليشيا الحوثي بالخروج من صنعاء أصبح الحوثيون يطالبون بخروج قوت الشرعية من الحديدة “بكل بلاهة” في الوقت الذي هي محاصرة لتعز ومتسلطة بالصوط والحديد على المناطق التي تحت سلطتها وتطالب بتشكيل سلطة حكومة يكونون جزءاً منها، وإلغاء مسألة الأسلحة التي بحوزتهم إلى ما بعد انبثاق الحكومة التي سيكونون جزءاً منها! سعياً لكسب اعتراف بشرعيتهم!


الشرعية ترفض لأنها عملياً ستؤدي إلى إلغاء هادي وحكومته! كما أن لها أولويات بهذا الخصوص ليقينه بأن الحوثي لن يسلم أي سلاح ولن يتنازل عن أي سيطرة كان يملكها.


 


هل سيصدق الحوثيون في برنامج تنفيذ إطلاق الأسرى -رغم أنه تم الاتفاق عليه مسبقاً- ورفع حصار الميليشيات عن تعز، وتأمين توريد العائدات المالية العامة إلى البنك المركزي في عدن ولو جزئياً مقابل أن يكون لهم موطئ في الحديدة ويفتح لهم ميناء جوي “مطار صنعاء”؟ وبهذا يكون أزاحهم من مسألة الانسحاب من صنعاء وتسليم السلاح والانسحاب التي استطاع ترحيلها بدهاء، ليحافظوا على ما تبقى من مدن تحت سيطرتهم؟!


 


أما تشكيل حكومة، عملية معقدة وستأخذ فترة زمنية طويلة لتنفيذها، وفي الأخير ستعرّض الشرعية نفسها وأتباعها للانتقام والتصفية، لهذا لن تكون هناك أي تنازلات حقيقية في المفاوضات، وفيما سيتمخض من قرارات ستكون لمجرد مكياج في وجه المبعوث لا أقل ولا أكثر وبما فيها مسألة الأسرى، فلا نستبعد من الحوثيين أن تطالب بالموتى ممن هم في القبور لعرقلته!


 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى