صحفيون في سجون الحوثي بالحديدة

 


الزميل ‏بليغ السامعي‏ وبّخني في رسالة حملت الكثير من السخط، عن الزملاء الصحفيين القابعين في سجون الحوثيين.. تساءل عن سبب خفوت أصواتنا تجاه المطالبة بالإفراج عنهم.. لا يزال محمد الصلاحي، وبلال العريفي، والمعتقل الجديد البريئ الذي ذهب بنفسه لمشرف الحوثي بغية معرفة الزملاء، مخفيين قسرياً.


أنور الحاج، صحفي جاءت حادثة اعتقاله بعد تلقيه مكالمة هاتفية من مشرف الأمن السياسي للحوثيين بالحديدة، ويدعى أبو علاء العميسي، وأخبره بضرورة مجيئه العاجل لمدينة الحديدة.


قطع زميلنا، بنواياه الحسنة، رحلة طويلة بالسفر من باجل وحتى مدينة الحديدة عبر خط المنفذ الشمالي، كان يعتقد أن الحوثيين فعلاً سيخبرونه شيئاً عن أحوال من اعتقلوهم من الزملاء، لكنه وصل إلى مصيدة المعتقل.. إلى السجون الجماعية للأمن السياسي الملعون.


ظن الخاطف الحوثي نفسه ذكياً وهو يستدعي فريسته بعد أن عد له طعماً عاطفياً لا يقبل التأجيل.. ببساطة كان صديقنا شجاعاً، وكنتم أشباه رجال تتحركون خلف ذوات مشحونة بالجبن والخوف والذعر.


هذا مطلع رسالة مطولة للبليغ والقلم الصحفي الذي أحببته كثيراً في زمن لعنة الحوثي ومطاردة طلبة قسم الإعلام بجامعة الحديدة.. أكملت أنا وتبعني بليغ بعام واحد، لكن الصلاحي اعتقل قبل أن يتمم آخر أشهر عامه الأخير في الجامعة.. قرابة شهرين كاملين ومنذ 21 أكتوبر تحديداً.


* أمضي وأفكر بحال الزملاء بالمعتقل..

البارحة رأيت الصلاحي وبلال، لم يكن الميسري موجوداً، أقسم إنني رأيتهما في المنام قبل ثلاثة أيام وكانا شاحبين، رأيت بلال وهو يخمش الجدار بأظفار أصابعه ويبدو متعباً، الصلاحي وقد تعب من السهر مفرط التحديق بالجدار، وجدتني بينهم وآخرين ليسوا أقل تعباً وقلقاً، ربت على كتف الصلاحي عن ثقة تنم عن عجز وحسرة “سنجد طريقة لإخراجكما من هنا” بينما ما يزال بلال يخمش الجدار.


 

Exit mobile version