مقالات

المبعوث ألأممي وزوبعة الوهم

 


أعلن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، تأجيل زيارته الأولى إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، ومدينة المكلا، لـدواع أمنية ولوجستية.


وبدأت زوبعة من التحليلات, والتأويلات, للغارقين في وحل الماضي وثاراته وخصوماته, بعقلية غير جديرة بتجاوز ذلك الماضي, ترى المبعوث ألأممي كعبده الجندي.


 عقلية تصنع الوهم وتصدره, وان فشلت, اشتطت غضبا, ورمت كل فشلها على الأخر, بحماقة تذكرنا بحماقة عفاش ومصيره المحتوم, وهد المعبد على الجميع, حماقة عدم الاعتراف بالحقيقة وفقدان الفطنة في قراءة الواقع, والترويج للوهم.


المبعوث ألأممي, يمثل العالم المتحضر, والاستخبارات التي تراقب عن كثب كل مجريات الأحداث في البلد وتعرف أكثر مما نعرف نحن, ومن المعيب ما يقال عن الشرعية والاختطاف والإخوان, والزوبعة بفنجان.


وكم من زوبعة كشفت لهذا العالم عاهاتنا وبلاهتنا, زار صنعاء دون أن يرى عاهاتهم أو بلاهتهم, قدموا أنفسهم رجال دولة وسلام, على غير الحقيقة, وفي مأرب سيجد دولة تستقبله, لا يوجد فيها ذلك الصخب والصراخ المفتعل في عدن, وللمبعوث ألأممي مصادره عن خبايا الاغتيالات والاتهامات والسب واللعن, بل التهديد والوعيد, والسطو والنهب والانتهاكات, استخبارات لا تغيب عليها الحقيقة المرة, وغياب ظل دولة أو كيان يوحد هذا الجزء العزيز من اليمن, ولا توجد قوة قادرة على ضبط الأمن فيه, بحكم تعدد الولاء والمليشيا, والجماعات المسلحة, وحكاية وحدة الكيان والقوة الضاربة وهم لترويج الممثل الشرعي والوحيد.


ومن رداءة هذا الوهم الطارد للشرعية والدولة, المعتقد أن الفوضى هي الحالة التي ستمكنه من إخضاع الآخرين لرغباته, شرعية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي صاحب الفضل في جعل القضية الجنوبية محور الحوار الوطني, ومخرجات لبت الجزء الكبير من طموحات وأمال أبناء الجنوب الأحرار, في الدولة الاتحادية وحق تقرير المصير وإرادة الناس الحرة في صندوق استفتاء وانتخاب حر ونزيهة, بعد أن تمكن من هد أركان الاستبداد والطغيان.


الحر هو من يدافع عن حرية الآخرين قبل حريته, وهذه هي صفات فخامة الرئيس, والعبد هو من يقوض حرية الآخرين, ويكبلهم بل يهددهم بالاجتثاث والحل من العمل السياسي , ويحرق المؤسسات الصحفية وصحف الرأي الأخر , وتلك هي سلوكيات يرفضها الشعب ويرفض أصحابها .


للجنوب رجالا أحرار يرفضون أن يكون رهائن , أجندات تخل بالسيادة , وأدوات تضر بالوطن والعملية السياسية , لضرب الشرعية وإظهارها بمظهر العجز, خدمة لأعدائنا والانقلاب, وتقويض النصر لتعطيل مسار التحول للمستقبل المنشود والوصول للاستحقاق الديمقراطي وصندوق الاستفتاء والانتخابات.


هذا هو الوهم الذي يزج به ليعيق الحقيقة أن وعي الجماهير ارتقى ولن ينطلي عليها وهم كهذا,  في صف فخامة الرئيس عبدربة منصور هادي والهدف العظيم المحفوف بعناية الشعب لاستكمال التحول للولوج لمستقبل وضاء الدولة الاتحادية, دولة خاليه من الصراعات والموت والدمار, حيث وطن يستوعب كل أبنائه بكل أطيافهم دون إقصاء وتهميش واجتثاث وحل.


 

زر الذهاب إلى الأعلى