مقالات

حكايات ثلاثة أبطال في صرواح

 


عندما نحكي عن بطولات الأبطال في صرواح، نحن نتحدث عن بطولات خارقة، وصمود أسطوري في لحظة استثنائية وموقف حرج، وليس هناك خيار إلا المواجهة والتضحية فقط.


وسأبدأها بحكاية البطل علي عبده زيد، أحد أبناء مديرية جبل الشرق محافظة ذمار، عندما أبلغ بتحشيدات الحوثي تتسلل نحو مواقعهم في عمق الظلام، خرج من موقعه وتقدم هو ورفاقه لاعتراض تسلل المليشيات، واشتبك معهم منذ الساعة 1 بعد المنتصف حتى استنفدت ذخيرته مع بزوغ الفجر، موقعاً فيهم عدداً من القتلى والجرحى، في اشتباك من نقطة الصفر، وعندما استنفدت ذخيرته أخرج خنجره وقفز إليهم، فأوقع قتيلين من الحوثيين فيباشره الثالث بإطلاق الرصاص ليسقط شهيداً..


وهكذا استشهد البطل علي عبده زيد، في ملحمة بطولية فريدة هو بطلها ورفاقه شهود عليها.


أما البطل وضاح الأسود، ابن وصاب الأبية محافطة ذمار، فله بطولة خارقة ونادرة، حيث قاتل في موقعه حتى استنفدت ذخيرته، وعندما وجد أن الحوثيين تسللوا إليه ولم يجد ما يواجههم به، قفز ليفاجئ أحد الحوثيين بالخنق حتى اقترب الحوثي الآخر منه وضع الحوثي المخنوق بيده أرضاً ثم وضع قدمه على حلقه ليكمل عملية الخنق له حتى مات ليلتقف الحوثي الآخر ويخنقه بيده ليخنق 2 حوثيين حتى أماتهما.. وعندما وصل الحوثي الثالث وشاهد أن صاحبيه قتلهما البطل وضاح الأسود خنقاً أحدهما بوضعه تحت قدمه والآخر بيده، باشره برمي القنبلة عليه ليسقط شهيداً شامخاً في بطولة نادرة وفريدة لن تجدها إلا عند أبطال الجيش الوطني في صرواح.


أما البطل الثالث فهو ياسر المعبري، من أبناء مديرية جبل الشرق محافظة ذمار، الذي قاتل ببطولة منفردة حتى أصيب بشظية في بطنه قبل طلوع الفجر، وعندما وجد أنه مصاب وأن ذخيرته وزملائه أوشكت على النفاد هبّ زملاؤه لربطه وإسعافه، فقال لهم اربطوني، وعندما حاولوا إسعافه ووجد أن تحشيدات الحوثي كبيرة قال لهم “خذوا الذخائر وواجهوا الحوثيين واتركوني، فلا تشغلوا أنفسكم بي وليس أمامنا إلا النصر والنصر فقط”.. وقاتل رفاقه حتى استنفدت ذخائرهم وصمدوا في متارسهم حتى أشرقت شمس يوم الأربعاء 19 ديسمبر 2018م، دون أي تعزيزات من قيادة المنطقة الثالثة لتنقذهم، فوجدوا أنفسهم تحت نيران الحوثي، فاضطروا للانسحاب وتركوا ياسر وهو يصرخ لهم وهو ينزف “انسحبوا أما أنا فأنا شهيد”، فانسحب رفاق ياسر المعبري بعد إلحاحه عليهم ليرتقي شهيداً مقدماً صورة عظيمة في الاستبسال والتضحية والتفاني والإخلاص.


لقد ارتقى الأبطال في صرواح فجر الأربعاء 19 ديسمبر 2018م شهداء شامخين مستبسلين، وسقط قناع الخونة المتآمرين الذين خذلوا الأبطال رغم نداءاتهم لتعزيزهم بالذخائر والمؤن، لكن دناءة تلك القيادات وخساستها تركت تلك النداءات رغبة في التآمر لقتل الأبطال من أبنائنا، وتناست أنها في موقع القيادة والمسئولية.


لذا، فإني أطالب رئيس الجمهورية ونائبه ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة بإحالة قيادة المنطقة الثالثة وقيادة اللواء 203 للتحقيق معهم ومحاكمتهم، كونهم تسببوا في قتل الأبطال وخذلانهم، فجر يوم الأربعاء 19 ديسمبر 2018م، لأن ما قاموا به من تجاهل لنداءات الأبطال المتكررة لتعزيزهم يعتبر خيانة عظمى.


*من صفحة الكاتب على الفيس بوك


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى