مقالات

اتفاقية استوكهولم وطُرق الموت

 


المسؤولية الأولى لأي حكومة هو حماية أرواح وحقوق وأعراض شعبها.


 


ما حدث في طريق العبر الوديعة مخجل ومؤسف، بل ومخزٍ؛ لا خير فيكم إن لم تقوموا بمسؤولياتكم تجاه الشعب وحماية أرواحهم من الهلاك بهذا الشكل المُعيب.


 


تتحمل الحكومة كامل المسؤولية، ونطالبها بإصلاح الطريق بشكل عاجل وفق مواصفات حديثة، ولا أعتقد أن الأمر معجزة، وخاصة وهناك نفقات لأمراء الحرب؛ ما يكفي لإصلاح آلاف الكيلومترات من طرق الموت التي يعبرها اليمني (الهالك) بشكل يومي بين المحافظات.


 


اتفاقية استوكهولم


(الراغب يحجم بحيف.. والكاذب يقطع حبال السره)


 


إذاً.. فماذا؟


 


إذا علمت بمضمون الحكمة الشائعة (مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة) فقد تعرف أو لا يعرف الكثير عن قصة (حكومة الزير) الجديرة بالإشارة إليها كشاهد حال في رسالتنا هذه؛ والتي تتلخص في كون العبارة (حكومة الزير) هي عنوان واحدة من أشهر مسرحيات (غوار الطوشي) في ثمانينيات القرن الماضي وفكرتها أن (فخامة الرئيس) قد أمر بإقامة مشروع لمياه الشرب المجاني على قارعة الطريق محبة وخدمة لشعبه في شكل (زير).


 


وقد اقتضى النظام والقانون إجراء دراسات جغرافية وجيولوجية ومناخية لموقع المشروع، وأخرى لمصادر المياه وصلاحيتها، وثالثة للمواصفات الفنية والهندسية لمواد صناعة الزير وتصميمه، ورابعة للبحث عن مصادر التمويل في موازنة الدولة والقروض والمساعدات الإقليمية والدولية؛ ثم إعلان مناقصة للشركات الوطنية والدولية للدخول في تنفيذ المشروع؛ والأهم من هذا وذاك هو وضع خطة لكيفية إدارة المشروع بعد تنفيذه وقبل تنفيذه؛ ودار جدل عميق في الجهاز الإداري للدولة والصحافة والرأي العام عما إذا كان الانسب هو أن تقام عليه حراسة أم إدارة وقد أسفر الجَدَل.. أن الأمر أكبر من هذا بكثير؛ وأن ما تتطلبه إدارة المشروع من جهود الإدارة والصيانة والرقابة والحماية والمحاسبة والدعاية والتوثيق والتدريب والتاريخ للمشروع لا يتطلب وجود وزارة قائمة بذاتها فحسب؛ بل حكومة متكاملة بالضرورة وتسمى (بحكومة الزير).


 


وبعد الاتفاق على الحكومة من حيث المبدأ بدأ الصراع حول كيفية تشكيلها؛ هل بالتعيين أم بالانتخاب.. لينتهي غوار في فصول مسرحيته “المستمرة حتى الآن” إلى الإقرار ب”الحق الإلهي” أو “الوراثي السلالي للأبد”.


 


وتصاعد الخلاف بين الأطراف المتصارعة على المستوى القُطري والقومي وحتى الدولي بين الأطراف المتصارعة من الخلاف السياسي (علي ومعاوية، ويزيد والحسين) إلى المواجهات العسكرية والميلشاوية بين السنة والشيعة والسلفية والإخوانية والنواصب والروافض والزنابيل والقناديل وهلم جرّا (يا أمة ضحكت من جهلها الأمم).


 


فماذا يمكنك أن تقرأ في اتفاق استوكهولم؟ هل هو خطوة إلى الأمام! أم إلى الخلف! أم مجرد حلقة في أكذوبة (حكومة الزير)..


 


(أجيبوا يا شياطين الحرب والقتل والخراب واسمعوا يا ملائكة وأحباب السلام.. (فالراغب يحجم بحيف.. والصادق يجرها بالشعرة، والمدبر يقطع حبال السره).


 


ولا تقل لي.. ولكن دعني أراه؛ “و من اصطبح بالكذب ما تغدا به” و”ما حك لي مثل ظفري ولا خدمني ولد الناس”..


 


ختاماً.. لم تحضر في مفاوضات السويد سوى المصلحة الدولية.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى