اليمنيون في مواجهة إسلام الخميني والبنا

 


كنا نقول إن إسلام الخميني متفق مع إسلام سيد قطب وحسن البنا ومتفق أيضاً مع إسلام القرضاوي في الأصول السياسية العقدية للإمامية الدينية السياسية..


 


دولة عالمية العقيدة يحكمها إمام دين وسياسة ذات مركز واحد تحكم الدول عبر أذرعها وتلغي الهويات الوطنية وتسقط الدول الوطنية.


 


كنا نقول إن الخلاف بين فصائل الإمامية الإسلامية سببه الأساسي الانتماء الإقليمي لكل فصيل وليس الاختلاف العقائدي كما يصورون.. وأن هذا الخلاف الذي نتج عن الارتباط الإقليمي يمكن أن يتلاشى في حال برز طرف إقليمي ثالث معادٍ للجهتين الإقليميتين الداعمتين للفصيلين الإسلاميين الإماميين.. وأنهما سيتقاربان لمواجهة العدو المشترك وسيتحالفان ويتطابقان لكأنهما جماعة واحدة، وهذا التطابق والتقارب على قاعدة نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه.


 


وبما أن طرفاً إقليمياً ثالثاً أصبح يشكل خطراً ماحقاً على جناحي الإمامية السياسية فإن التعاون لدحره يكون فريضة دينية سياسية، لكن خطر انقسام الطرفين في الموالاة الإقليمية سيتجدد في حال نجحا في الخلاص من العدو المشترك، وسيكون شكل الصراع دامياً على غرار ما حدث بين داعش والنصرة في سوريا.


 


في واقعنا كان هذا الطرح مثيراً للاستغراب قبل مدة، أي في بداية الحرب في اليمن وقبل تشكل معسكر الطرف الثالث الرافض للإسلام الخميني والَقطبي والبنائي والقرضاوي..


 


لكننا اليوم أصبحنا نرى التطابق بين الإسلام رباعي الأقطاب المنبثقة من فكرة واحدة وعقيدة سياسية دينية واحدة.


 


بتضحيات جسام وثبات كبير وصبر عظيم من الطرف الجديد المعادي لإسلام الأحبار والرهبان وحكم الإمام المرشد اندفعت الأطراف الإمامية نحو خطاب واحد ومواقف متطابقة وأصبح لهم عدو واحد، وهذا الأمر على خطورته إلا أنه أفضل بكثير من حال الالتباس والكذب والنفاق الذي يشوش على العامة.. لقد أصبحنا أمام معسكرين واضحين وهذا أفضل بشرط أن تعي الأمة والنخب حقيقة الصراع بين الإماميين والرافضين لحكمهم وسطوهم على الدين والدنيا.


 


لقد ظهر التطابق بين الإماميين حتى في الفروع في الاختلاط والموقف من الحريات والمرأة والفن، بل تطابقوا حتى في اللصوصية العنصرية بسرقة الإغاثة ومنحها لعناصرهم أو لجيوب المنتمين..


 


وتطابقوا في استخدام العنف والإرهاب بكل أنواعه وفي تجنيد الأطفال..


 


اختلفوا فقط في حكم لبس الكرفتة، فإسلام الخميني يحرم لبسها على البدلة الرسمية، وإسلام البنا والقرضاوي لا يرى بها بأساً..


 


 

Exit mobile version