يسرقنا الحوثي وغريمنا الأمم المتحدة

 


ليس بغريب أن نسمع عن نهب وسرقة مواد إغاثية سواءً كانت غذائية أو عينية أو غيرها، بل أمر معتاد.. فمنذ عامين والأصوات تتكلم عن تلاعب بالمساعدات الإنسانية المقدمة من الأمم المتحدة لليمنيين ولا أحد يكترث لذلك، بل على العكس تخرج تقارير مكاتب الأمم المتحدة في صنعاء عكس ما يصرح به مسؤولوها في الأمم المتحدة..


 


تناقض غريب عجيب ذاك الذي تبديه الأمم المتحدة تارة تقول وتفصح عن أرقام بالمليارات من الدولارات قدمت كمساعدة لليمنيين في حين لو نظرنا إليها لكفت، وتارة أخرى تطالب بدعم اليمن بمساعدات تحصرها في ثلاثة إلى أربعة مليارات، ويتم الدعم وفق ما تورده وسائل الإعلام أيا كان مصدر الدعم لكنه يتم وهنا السؤال إلى أين تذهب كل هذه المساعدات؟؟ ومن المستفيد منها؟؟ وما بيان الغذاء العالمي إلا جواب لهذه التساؤلات الغريبة والساذجة بحق من يطلب المساعدة..


 


مليارات الدولارات منذ أربعة أعوام لو كان مورد ومصب ووعاء وطني وفي ضميره إنسانية كان تم إعادة الإعمار وتعويض المتضررين فليس بالأمر البسيط ما يتم تقديمه مما تسمى بالمساعدات لكنها تصب في قربة مخزوقة لا خير فيها، وهذا ما أكده تصريح الغذاء العالمي الأخير حول سرقة أو نهب أو احتيال الحوثيين على الغذاء العالمي لسرقتها للمساعدات الإنسانية التي هي في الأصل إغاثية لشعب منكوب منها..


 


يعني ليس الأمر استغفالا، بل تعدٍ وجريمة حرب بكل وقاحة ترتكبها الأمم المتحدة منذ أعوام بحق الشعب اليمني، وإلا فكيف يعطى الجلاد والسياف السيف ليقطع به رقاب الضحية.. الناس يموتون جوعا من عامين بسبب سرقة الحوثي لمرتباتهم وقطع ارزاقهم وإغلاق الكثير من الشركات وتعطل العمل، وأصبحت البطالة لا تعد ولا تحصى، والناس تموت جوعا في منازلها، وفي الأخير تأتي الأمم المتحدة لتسلم المساعدات المقدمة منها إلى أيديهم.. هل هناك جريمة أبشع من هذه على الأقل كانت الأمم المتحدة توزع ما تقدمه بنفسها لا أن تعطي من يشكو الشعب منهم واليوم يأتي ليصرح بأن الحوثيين يسرقون المواد الغذائية..!


 


يا سادة، ليس الأمر مجرد كلام، فلدينا واقع أمر من العلقم، وجميعنا نطالب ونحذر وندعو الأمم المتحدة ونندد بممارستها وتواطؤها مع الحوثيين ولا أحد يكترث لذلك ويحسبها الحوثي انتصارا له في حين أن الحقيقة المرة هي أن الضحية من هذه اللعبة وحده لا سواه الشعب اليمني من يتجرع ضيم وكهنوت الحوثي ومحاولات تركيعه، ولكنه حتما لم ولن يركع إلا لله وحده.. وأيضا ظلم وطغيان المنظمات الدولية التي تدعي أنها تقدم المساعدات بالمليارات من الدولارات بينما الواقع لا يشهد حتى بمليار دون أن نجحف بحق ما يقدم، لكن الحقيقة هي أنها لن تتعدى المليار دولار على مدى الأربعة أعوام، وهذا ما يجب أن تدركه الأمم المتحدة وتفتش إن كانت لا تدري ولو أنها مصيبة وكارثة إن كانت لا تدري، ولكن عليها أن تفتش وتتحقق من مصير المساعدات التي تدعي أنها تقدمها للشعب اليمني بينما الشعب اليمني يتضور جوعا بل كل يوم أسوأ من سابقه وألعن، والسبب تواطؤها..


 


أرى الكثير يصيح ويصرخ أن الحوثيين يسرقون المساعدات الإنسانية، وأتساءل هل المرة الأولى التي يسرق الحوثيون فيها لقمة اليمنيين من أفواههم، وإذا بذاكرتي البسيطة ترجع بي إلى سنوات قريبة حين انتشرت الأمراض الفتاكة والجوع في الساحل التهامي، وكنا نصيح ونصرخ أكثر مما نحن عليه اليوم في أن اليمن تجتاحها مجاعة هي الأسوأ عالميا حين رأينا الهياكل العظمية للأطفال بل والمسنين والشباب الذين لم يجدوا لقمة عيش لهم في ظل حكم الحوثيين وسيطرتهم على البلد، وهذا واجبهم كونهم يدعون أنهم سلطة أمر واقع أن يغيثوا المحتاجين تحت سلطتهم على الأقل، لكنهم تركوهم وكانت المساعدات الإنسانية حينها تتدفق إلى اليمن بالملايين من الدولارات، وكنا نتساءل عنها إلى أين تذهب ولا أحد يعيرنا اهتماما، حتى ظهرت المبادرات الشعبية والقوافل الوطنية لإغاثة إخواننا في الساحل التهامي وإلى اليوم لم نلق جوابا عن مصير المساعدات التي تدعي الأمم المتحدة أنها تصرفها للشعب اليمني وبمليارات الدولارات.. فهل عرفتم الآن من السبب..؟


 


سؤال آخر وأخير، ولن نكثر من الأمثلة فالواقع مؤلم من عامين وأكثر من اثنين مليون مواطن يمني يعيلون أكثر من خمسة عشر مليون مواطن يمنيين أيضا قطعت عنهم رواتبهم بدعوى نقل البنك المركزي الذي يعرف الجميع أن الأموال التي كانت في بنكنا المركزي بصنعاء لم تنقل بل نقل اسمه سياسياً فقط، لم ينقل حتى واقعا بل سياسيا ومنذ العامين وموظفو القطاع الحكومي، مدنيين وأمنيين، وعسكريين لم يستلموا إلا ما يعادل راتبين أو راتبا ونصف الراتب على مدى العامين.. واليوم نصيح الحوثيين يسرقون المساعدات على أساس أن الرواتب والمجاعة التي انتشرت في تهامة كان سببها الملكة أروى بنت أحمد الصليحي أو سيف بن ذي يزن..!


 


لذا علينا أن نفهم جميعاً.. القصة واضحة. السرقة أو النهب يتم بصورة رسمية ومعروفة بتواطؤ فاضح من قبل الأمم المتحدة التي تضطر بعد الصياح والنياح إلى قول كلمتين للتخدير ومن ضمنها ما صرحت به مؤخرا متحدث الغذاء العالمي من أن الحوثيين نهبوا أو سرقوا وخلال شهرين فقط ومن صنعاء وحدها أكثر من ألف ومئتي طن من المواد الغذائية أو كما اسمها من الغذاء ويقصد بها منظمته الغذاء العالمي.. وكل هذا الكلام تخدير ومحاولة للتغطية على تواطئها وصمتها المخزي.. فما علينا إلا أن ندرك أن المجتمع الدولي وكل الهيئات التي تدعي أنها حقوقية قد تخلت عن كل واجباتها وارتهنت للمصالح ولم يعد الإنسان من أولوياتها سوى في قوانينها المكتوبة على أوراقها، لذا فالمجتمع الدولي سيواصل تواطؤه مع الحوثيين لأنه يريدهم أن يكونوا قوة على الواقع إلا حال صحت الإرادة اليمنية الشعبية وقالت لا لحكم الملالي ولا لحكم الخلافة حينها سيكون الشعب له كلمته التي ستكسر كل الرهانات على خلق قوة جديدة في المنطقة بدعاوى كاذبة.. لذا لا نبحث كثيراً ونصيح حتى تبح أصواتنا، ولا أحد يستجيب لها، بل علينا أن نوعي المجتمع اليمني أن الأمم المتحدة من تسرقه المعونات التي تخصص له وأن تسرق ملايين الدولارات بذريعة اغاثته بينما هو لا يرى شيئا على الواقع لتبقى الأمم المتحدة هي من تأكل حقوق اليمنيين وتسرقهم ونأتي للأمور من آخرها…


والله من وراء القصد…


 


 

Exit mobile version