مقالات

شبوة النخبة

 


لم أكن أظن أن العداء من هواة الرزق السهل والعمالة قد بلغ إلى هذا الحد ضد النخبة الشبوانية..


قرأت تعليقا لأحدهم من شبوة على منشوري بصفحة أحد الأصدقاء.. كان التعليق ضد النخبة الشبوانية بشكل حقير للغاية، ما جعلني أتذكر موقفا حصل لصديقي ورفيقي أحمد المُزّيق 20 سنة وهو مسافر من حضرموت عبر شبوة مع أحد سائقي سيارات المعارض التي يأخذونها من المهرة.


المهم تقطعتهم عصابة ومثّلت عليهم فيلم أكشن وضربوا وابلا من الرصاص باتجاه أقدامهم وأخذوهم مع السيارة إلى داخل الصحاري، وقالوا لهم إنهم قاعدة وسوف يقومون بذبحهم.. لأجل ان تسجل قضية سرقة السيارة ضد مجهول.. كما هو الحال في القضايا السياسية.


حتى العصابات تسيست واصحاب الحراك ما تسيسوا.


آخر شيء قرروا يفكوا لصاحبي وحده إلا أنه رفض أن يغادر إلا برفقة سائق السيارة الذي ركب معه.. فبعد تمثيلية حقيرة وطويلة عريضة قرروا الإفراج عن الاثنين بعد أن سلبوهما السيارة وكل شيء كان بحوزتهما..


هذه الأحداث كانت في منتصف العام الفين وستة عشر تقريبا، قبل تشكيل النخبة الشبوانية بأكثر من سنة.


لجأ صديقي وصاحبه حينها إلى سؤال الناس في منطقة نشيمة على ما أتذكر، فدلوهما على قائد المقاومة في المنطقة وهو المقدم خالد منصور السليماني.


بإختصار شديد.. هذا الرجل المقدام استقبل العيال يومها واستضافهم عنده.. وقام بطمأنتهم، بعد أن أبلغهم أنها عصابة معروفة وسوف يأتون صاغرين.. فقاموا بنشر البلاغات على طول الخط الساحلي لنقاط المقاومة هناك.


حينها أتوا بالسيارة وقاموا بالاعتذار وقالوا ظننا أنها تتبع التحالف!!


صاحبي كان يريد الانتقام بأن يأخذ هؤلاء المجرمين عقابهم.. لكنه قال لي وقتها إنه قام بسؤال السليماني عن سبب عدم القبض عليهم ومعاقبتهم ما دامت عصابة معروفة.. فقال له حسب ما فهمته وأتذكره: نحن حاليا لسنا دولة ولا وجود لدولة تدعم موقفنا، وحين نخول لأنفسنا بالقيام بمحاكمة الناس وملاحقتهم سوف يحسب الأمر بشكل عداء قبلي وسوف يستغله العملاء المرتبطون بأطراف سياسية تكن لنا وللبلاد كل الحقد.


هذا الرجل الحراكي العظيم هو الآن قائد النخبة الشبوانية لمحور بلحاف، حسب علمي.


ومن كرم هذا الرجل وتواضعه بقي على تواصل دائم ولقاء مع صديقنا الصغير الحمش أحمد المُزّيق حتى اليوم..


وفي فترات تنسيقه مع قيادة التحالف بحضرموت كان بإمكانه دائما العبور من نقطة مدخل المكلا وهو حامل السلاح.. لكن أقسم لكم بالله أنه كان يأتي بدون سلاح إلى المكلا.. وإذا أتى يوما بسلاح، يقوم بتسليمه للأمانات وهو يتأسف.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى