أهلاً أبا سراقة وحيّا بذات النطاقين!

 


شبان عاطلون وجدوا –في غياب مشروع الدولة الحاضن للكل- من يستدرجهم بسهولة، وذهبوا لأسابيع وربما أشهر في مهام تدريبية باسم الله، وأطلقوا اللحى وحفوا الشوارب وعادوا إلى مجتماعاتهم الفقيرة وهات ياشغل فوق خلق الله. “عبده” قلب اسمه “أبو مصعب”، ومُقبل سمى نفسه “البتار”، و”فارع” أصبح ينادى عليه في الحارة “الزبير بن صقر”، وعبادي يصيحوا له بين الناس “البراء”، وحمادي قد اسمه “أبا عُلثمه”، وسيف الفرداع صار أميراً ملتحياً يدعى بين الناس بـ”الشيخ أبا سراقة”، ومهيوب المقرمط يكنى “قرمطة بن الورد”.. وتحصلهم يتحادفوا وقت السلام: أهلاً يا أبا سُراقه.. قال أهلاً يا أبا عُلثُم (من أبا عُلثم هذا؟ والله ما لي علم).


 


وأصبح “ناجي” يفتي في علوم الأجنة، و”قائد” يتحدث عن الطاقة الشمسية وما يخلي زوجته تبدي من طاقة البيت، و”غالب” اللي لم ينه تعليمه الابتدائي أصبح طبيب أعشاب يعطي جيرانه وصفة عشبية مع دعاء مرفق يقول بأنه شفاء لكل أمراض العصر والمغرب والعشاء.


 


ولم يقتصر الأمر على الشبان والرجال، بل وحتى النسوان صار لهن أسماء غير التي كن عليهن من قبل. حليمة بنت قماش قلبت اسمها “أم زُهير”، وزكية عبد الشكور أصبح اسمها “نسيبة بنت كعب”، والحاجة “لول بنت شمسان” قد بيصيحوا لها في القرية: ياذات النطاقين، و”حسناء سعيد” مسمية نفسها أم الشهداء وعادها مش متزوجة أصلاً.


 


وتجي تكلم الواحد منهم عن الشهادة الأكاديمية، يقلك أكاديمية موه؟ ويحدثك ذيك الساع عن الشهادة في سبيل الله.. وتقوله يا أخي العلم في سبيل الله عاده أطعم، يقلك واللي اتعلموا ما استفادوا؟ ويؤشر لفلان وزعطان وفلتان اللي تعلموا وتعبوا وفي الأخير “تقعللوا” في البيوت وما حصلوش عمل. وأصبح الدين والتدين عند هؤلاء مجرد شكل والذهاب إلى الجنة مجرد أسماء يقلبوها في محاكاة عدمية لأثر قديم لا يجدي نفعاً في الوقت الحالي.


 


 

Exit mobile version