انكشاف ظهر الحوثيين في الحديدة

 


يبدو أن الحوثيين علقوا في اشتباك غير محسوب ومتصاعد مع المجتمع الدولي.


وليست اللهجة العدوانية ضد الجنرال الهولندي باترك، سوى تعبير عن ارتباك أكثر من كونها ضغطاً ممارساً من قبلهم بعواقب مُدركة، حيث لا يميز الحوثيون أن استجابة قائد فريق المراقبة الأممية تختلف عن مارتن جريفيث، فهذا الأخير يمتلك هامش السياسة وفرص المناورة، بينما الجنرال مُقيد لشروط ومهام محددة وفق الاتفاق ومحمية بقرار أممي.


 


ولن يغير تسخين الحوثيين للأجواء مع باترك من تفاعله معهم، أو يجعله أكثر استجابة لضغوطهم، وليس بيدهم شيء سوى رفض التعامل معه وإبطال مهمته، وهذا يعني، ببساطة، معركة بلا سقف مع قرار دولي ومجلس أمن وليست معركة مع فريق مراقبين وقائدهم فقط.


وليس هكذا تصعيد إذا مضوا فيه مع الجنرال الهولندي، سوى هدية عظيمة للتحالف والحكومة الشرعية التي ينحرف الضغط الدولي منها لأول مرة نحو خصمها الحوثي.


وإضافة لما سبق ما زال الحوثي يعاني من ضربة فضيحة المساعدات، وهي قضية تبدو ككرة الثلج، ستتفاقم مع عدم استجابته للموضوع بشكل ذكي ومدرك للعواقب حتى الآن.


 


إن الحديدة تصبح منطقة وصاية دولية أكثر وأكثر، وفِي ظل قرار دولي جديد متوقع لتعزيز مهمة فريق المراقبين وإنشاء بعثة موسعة يضاف فيها 75 مراقباً آخرين، فإن ذلك يعني هامشا سياسيا وعسكريا أقل أمام الجميع، وخصوصا أمام الحوثيين.


ولن تتغير قواعد اللعبة الجديدة في الساحل الغربي التي وافق عليها الحوثيون في السويد، لأنهم اكتشفوا متأخراً أنها لا تخدم مصالحهم بالطريقة التي توقعوها!


إن ظهر الحوثيين مكشوف للغاية، ويبدو أن غضبهم المتصاعد وسوء إدارتهم لهذا الملف سيصيبهم بأضرار سياسية لم يتوقعوها فعلياً.


 


 

Exit mobile version