مقالات

شرعية “الفنادق” في خدمة “الانقلاب”

 


قادة عسكريون وسياسيون وإعلاميون ومثقفون وأساتذة جامعات ونشطاء موالون للشرعية، جميعهم كانوا قبل أكثر من عام يعلقون بسخرية على زيارات قيادات حوثية لأماكن تحضير الطائرات المسيرة.


وجميع هؤلاء اليوم ينعقون ويتباكون بسبب ما أحدثته طائرة مسيرة أرسلها الحوثي لقصف كبار القادة العسكريين في عرض عسكري بالعند!


 


جميع قادة الشرعية يتهمون إيران بدعم الحوثيين وبالمقابل هم يستلمون أضعافاً مضاعفة كدعم من التحالف العربي، والفرق بين هؤلاء وأولئك، أن القيادات الحوثية منضبطة وتعمل جاهدة على الأرض من أجل فرض مشروعها المدمر، بينما “الرخوات” تائهون في مشاريعهم الشخصية وغارقون بالفساد حتى النخاع، ويخرجون من فنادقهم للاستعراض فقط!


هؤلاء “الرخوات” هم أنفسهم من سلم صنعاء للحوثيين وربما بسبب سوء تصرفاتهم سيعود إلى عدن.


قاتل الجنوبيون إلى جانبهم ومن أجل عودتهم إلى وطنهم، وبالمقابل عادوا ليحاربوا الجنوبيين في مصادر عيشهم، وحولوا حياتهم إلى جحيم بفسادهم وسوء إدارتهم لأجهزة الدولة.


 


مليارات يستلمها “الرخوات” من التحالف العربي وفوق ذلك عاجزين عن حماية أنفسهم!


ورغم شحة الدعم الإيراني للحوثيين إلا أنهم بعد أربع سنوات ما زالوا قادرين على المناورة وفرض أنفسهم بقوة في المعادلة العسكرية على الأرض.


 


جمود الإعلام الرسمي


أصحاب الإعلام الرسمي والصحف زي صاحب “كبينة الاتصالات” الذي تحرك العالم من حوله وهو جامد مكانه.. جالس يدفع ايجار بدون فائدة وزعلان ليش الزبائن ما يتصلوا من عنده!


مش كذا وبس، بل صاحب الكبينة هذا الذي بارت تجارته، بدوافع نفسية لا إرادية يعتبر امتلاك الناس للجوالات نوعا من الهمجية والغوغاء، وجالس ينعتهم بالمتخلفين والجهلة لأنهم لم يعودوا يلتفتون إلى وسيلته البدائية.


 قد يقدم هذا النعت على شكل نصائح وأن الجوالات تدخل الفساد إلى البيوت كما يفعل رجال الدين المتنطعون الذين يقدمون أنفسهم أوصياء على عقول الناس ورغباتهم.


الإعلامي المتشائم من وجود مواقع التواصل الاجتماعي هو زيه زي صاحب “الكبينة” أو خلينا نقولها بطريقة أخرى هو زي واحد لئيم يعيش وسط مجموعة من الناس الأميين وكل الكتابات تمر عبره لأنهم غير قادرين على فك شفرة المعلومات المكتوبة.


 


إيصال المعلومة للناس الجهلة هي صنعته الوحيدة التي يسترزق منها، بل يتجاوز الاسترزاق ليوظف المعلومات هذه لخدمة أجندة معينة ويبتز الناس ويسيرهم كما يريد.


 


مع تقدم العلم جاءت وسائل أخرى لكسر احتكاره للمعلومة وأصبحت لهؤلاء الجهلة مصادر أخرى، ومع وجود هذه المصادر اكتشفوا أن الرجال كان يضحك عليهم، وهكذا فقد مصداقيته ودوره.


وعندما فقد دوره أصبح ينظر إلى هذه الوسائل الجديدة نظرة تشاؤمية.


ينظر البعض إلى هذا التنوع بالأفكار؛ بين الرديئة والجيدة، المفيدة والضارة، ينظر إليها أنها نوع من العبث أو التشويه لوعي الناس مع أن العكس صحيح وهذا التنوع فائدته أكثر من ضرره.. بل مهما كان الضرر فائدته أكثر من احتكار المعلومة من قبل الإعلام الموجه.


تخيل لو أننا إلى يومنا هذا معتمدون على أخبار الإعلام الرسمي أو الإعلام المسيس الجزيرة أو العربية أو أو…؟ 


كنا من قبل نعتقد أن قناة الجزيرة منبر من لا منبر له، حسب الشعارات، ونعتبر أخبارها أكيدة إلى أن جاءت الوسائل الجديدة وغيرت النظرة وأصبح للمعلومة أكثر من مصدر والعقل دليل الإنسان ليصل إلى ما هو أقرب إلى الحقيقة من وجهة نظره، لأن الحقيقة لا يمتلكها أحد!


 


 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى