مقالات

فائقة السيد.. امرأة وطنها الناس!

 


لا أعرف لمن المقال.. من ارشيف الصحافة الحرة أنقل لكم هذا المنشور عن شخصية لا يساويها في الكفاءة والأخلاق والضمير والقيم والمبادئ أي سياسي في دولتنا الضائعة.


 


امرأة لا تلهث خلف مناصب أو شهرة.. امرأة يقودها ضميرها ويحركها حبها للوطن ولليمنيين.. إنها فائقة السيد امرأة وطنها الناس.


 


هي لا تشبه القيادات التقليدية، عرفتها عن كثب، شديدة التأثر أمام القضايا الإنسانية، ربما تدهشك اهتمامها بتفاصيل شخصية عادية جدا، او شخص معاق كبير في السن يحمل من ذكريات العمر مواقف تعبق بتقاليد الماضي.


 


ترى في اختلاف المواقف السياسية رحمة في إطار ما هو إنساني ووطني وعقلاني، تفيض شبابا وحيوية ومرح.


 


كثيرة هي الادوار الدرامية التي عاشتها، رافقت في مسيرتها السياسية قادة اليمن شمالا وجنوبا، وكلما كانت اكثر قربا من الحاكم كانت اكثر خدمة للمكلومين والثكالى في الطرف المعارض.


 


تمد يدها بشجاعة وانسانية لزرع ابتسامة او مسح دمعة، و لا ابالغ حين وصفتها بالام تريزا.


 


روت لي مرة احدى الحالات التي استبد فيها القلق وبلغ حد اليأس، لتغادر الى الحديدة لمقابلة زعيم جنوبي تستوضح منه اسباب مغادرته البلد، تستشعر القلق والازمة وتبادر لوضع الحلول وتواجه وتتصل وتنسق وهي في حالة من التفكير المتصل حتى تنفرج او تصل الى رؤية موضوعية.


 


أكثر ما يقلقها الضبابية وعدم وضوح الرؤية، ترى في المناصب مناسبات حقيقية للتواصل وخدمة الناس بما فيهم الغرماء.


 


رغم مرافقتها لمواكب الزعماء لا تملك منزلا شخصيا لها ولا رصيدل في البنك، باعت بقعة ارض لها لعلاج والدتها.


 


إنها فائقة السيد التي تتلمذت على يد الفقيد عبدالله عبدالرزاق باديب، ومن خلاله عرفت جمال بساطة الكادحين والفقراء وتغنت باحترام الجماهير واحترام شجونها وتطلعاتها.


 


حين تذكر في مجلس ما، عدني او صنعاني، سرعان ما يؤكد الحضور على مواقفها النبيلة وجسارتها في طرح قضية ما يظن الرهط انها مسكوت عنها سياسيا.


 


قوية رغم ما تملكه من دعة، عاشت اكثر من 20 عاما في مجتمع صنعاء المحافظ تناقش رجال القبائل الاجلاف وتفرض عليهم احترامها، اكثر ما وصفت به انها (امرأة بعشرة رجال)، لا افشي سرا لو قلت انها تتابع للافراج عن عدد من السجناء المنتسبين الى الحراك الجنوبي وغيرهم.


 


حينما وقفت ضد إحدى الشخصيات القيادية في محافظة عدن وقفت لوحدها بشجاعة نادرة، تكره (الغمغمة) السياسية والضحك على ذقون الناس، خاصة فيما يخص حق الناس في انتخاب من يحكمهم. كشخصية اجتماعية وسياسية لها في كل مديرية وعزلة دار ومرحبون، ولها خارج الوطن قصور ترحب بها من الهند حتى مصر، لهذا هي لا تملك منزلا كما اسلفت ولا يفصلها عن الناس جدار نفسي او مادي، عاشت للناس ودخلت قلوبهم قبل منازلهم.


 


لها مواقف لا تحصى مع أبناء وأسر السياسيين الذين صاروا ضحايا تقلبات الطقس السياسي، ذكوراً وإناثاً شباباً وشيباً، تجد نفسها في هذه الأجواء تتبناهم نساءً ورجالاً دون منة أو كلل، وحين يتطلب الموقف السياسي منها انحيازا لأحد الفرقاء تعيش في أتعس أوقاتها.


 


ذلك انها تعرف من السياسة شقها الانساني الاجتماعي والحقوقي ذلك انها امرأة وطنها الناس.


 


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى