مقالات

الحوثي واستراتيجية تجويع الشعب ونهب الموارد

 


جرائم الحوثية السياسية والحقوقية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية تزداد وتتراكم، وكل جانب من هذه الجوانب فيه ملفات متعددة ومتخمة بالتخريب والهدم والفساد، ويكفي أن ينتج كل ملف عن فسادها في أي جانب ثورة شاملة.


والمؤسف أن هناك من يبحث له عن قضايا أخرى، لتعمية الناس عن جرائم الحوثية، بيمنا هناك ملفات عديدة ينبغي فحصها عن جرائم الحوثية في كافة الجوانب، جرائم متراكمة ومتلاحقة، وتكفي كل منها لو تم فحصها وإيصالها للرأي العام الداخلي والخارجي، ليقاتل الشعب والعالم معه.


 


ولكن الخمول ما زال لدى أطراف الحركة الوطنية، ولدى الناشطين تقصير وإسهام في استمرار تلك الجرائم والصمت عنها، أما فتح ملفات قضايا أخری لتعمية الناس عن جرائم الحوثية فخيانة مركبة.


 


الحوثية تمارس نهباً وسطواً ممنهجاً عبر:


– سيطرة شاملة علی الموارد العامة، دون أن تدفع رواتب أو تقدم خدمات وتحويلها إلى حسابات خاصة.


– سوق سوداء لتصفية مدخرات الناس وإفقارهم، وصولاً إلى التجويع الشامل.


– تخريب القطاع الخاص، وضرائب تصاعدية وجمارك وإتاوات لتدمير التجار وتنمية تجارة الحوثة والتنظيم.


 


وتجني الحوثية من موارد الجمارك والاتصالات والضرائب ومن السوق السوداء مبالغ ضخمة.


 


ويكفي 20٪ من تلك الموارد فقط لتصرف رواتب الموظفين في المناطق التي تسيطر عليها، لكنها تضع الموارد العامة في حسابات خاصة، وتتعمد تجويع الموظفين وإفقارهم ومنعهم حتى من الذهاب إلى عدن لاستلام رواتبهم، وتعيق ترتيب ملف حل رواتب موظفي الدولة.


 


وحسب تقارير لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة، فإن إيران تعطي الحوثيين نفطاً بما يعادل 70 مليون دولار شهرياً، وتبيعها الحوثية بأسعار مضاعفة ليصبح دخلها أكثر من 150 مليون دولار.


 


أما لو تم حساب الدخل من الموارد العامة، فإن موارد الحوثية بالمليارات ولا تصرف رواتب ولا تقدم أي خدمات.. فقط نهب.


 


والی جانب عوائد النفط المجاني الذي تستلمه الحوثية من إيران، هناك أرباح السوق السوداء من النفط والذي يمثل سطواً منظماً لمدخرات المواطنين.


 


وكل تلك الموارد كافية لصرف رواتب جميع موظفي الدولة علی مستوی الجمهورية وليس فقط الموظفين في مناطق سيطرة الحوثية.


 


وما تزال الحوثية تسيطر على سوق المشتقات النفطية في مناطق سيطرتها وعبر شركاتها والنفط الإيراني المجاني الذي تبيعه بأسعار مضاعفة.


 


وتحاول الشرعية والتجار تغطية السوق، إلا أن الحوثية تفرض إتاوات وجمارك تذهب إلى حسابات خاصة، وتقوم بمنع دخول القاطرات حتى تتحكم بالسوق.


 


لهذا فإن دخل الحوثية فقط من السوق السوداء للمشتقات النفطية كافية لصرف رواتب كل موظفي الدولة وزيادة.


 


ولو تحول الحوثية ما تنهبه من مدخرات المواطنين وهي فوارق الأسعار المفروضة على المشتقات النفطية في سوقها السوداء، ستحل مشكلة المرتبات وسيكون لديها وفر أيضاً.


 


ولكنها تتبنی استراتيجية نهب للموارد وللمدخرات، وتجويع للموظف ونهب ممنهج لإفقار اليمني وإذلاله وقهره.


 


وبالتوازي مع ذلك، هناك عملية تنموية متحركة في المحافظات المحررة، وخطة لإعادة الإعمار ويستلم موظفو الدولة فيها رواتبهم شهرياً، فضلاً عن صرف رواتب بعض القطاعات في جميع المحافظات.


 


وتعد التوجيهات بصرف رواتب جميع متقاعدي الجمهورية في عموم المناطق والمحافظات من القرارات المهمة التي اتخذتها الشرعية، حيث تم الصرف خلال الأسبوع الجاري معاشات المتقاعدين لشهر يناير.


 


وتواصل الحكومة العمل من أجل تطبيع الأوضاع الاقتصادية بإسناد ودعم التحالف، فيما الحوثية متفرغة، تنهب وتسطو علی الموارد وتفتح مقابر لأتباعها.


 


ورغم سطو الحوثية على المال العام ومصادرتها في حسابات خاصة، فإن حكومة الشرعية تصرف رواتب شهرية لنحو 600 ألف موظف.


 


وفي ضوء استمرار جرائم الحوثية بنهب الموارد العامة، فإنها لا تريد أي حل سياسي، وتحارب بناء دولة كون استمرار الحرب بلا حسم يحقق لقياداتها أرباحاً ضخمة، وما يساعدها على ذلك التالي:


-إعاقات الحسم العسكري


-انتهازية المصالح الدولية والأممية


-استمرار تهريب السلاح


-مليشيا الحوثية الرثة


-التضليل المكثف للناس


-الفساد والجهل


-الخلافات بين الأطراف اليمنية


 


الحوثية تبالغ في قدرتها على التحكم والسيطرة بالإرادات قبلية كانت أو غير قبلية، في المدينة والريف موظفين وغير موظفين، تجاراً، وفقراء رجالا ونساء شبابا او شيبانا، مدنيين وعسكريين.


 


لحظة خلل ولدتها تناقضات، وفي طريق الإنقاذ سيجد الجميع أنفسهم إرادة جامعة لإنهاء الجريمة، وستنتظم في مواجهة صارمة.


 


كما أن من يقاتل مع الحوثية يخسر، وأي رهان على الحركة الحوثية من أي قبيلة لن يقودها ذلك إلا إلى حروب أهلية قاتلة لهم وحروب مع الداخل والخارج.


 


الحوثية من يلتحق بها سيخسر اليوم وغدا أيا كان وأيا كان موقعه ومن أي منطقة كان.


 


الحوثية مشروعها يتهاوى وسينهار أيا كان مسار الصراع الحالي.


 


ومن يصدق الحوثية يخسر.. وركزوا علی هذه النقاط:


-أدخلت القبائل في حروب عبثية وتسعى لإذلالهم


-سعت إلى تفكيك الأحزاب الأكثر تأثيرا وتقوية بنيتها التنظيمية


-قصمت ظهر المؤسسة الأمنية والعسكرية وبنت ميليشيا عنصرية


-ضربت القطاع الخاص لصالح مافيا تابعة لها


-زرعت التشظي وهزت أركان وحدة الجغرافيا والنفوس.


 


وفي المقابل، من يواجه الحوثية في مناطق سيطرتها يصبح في الذهنية الشعبية رمزا للشجاعة والشهامة والبطولة، ويبعث روح جمهورية متجاوزة لأمراض النزاعات التي شكلتها نخبة النصب والاحتيال والنهب والاستعلاء.


 


وبناءً علی ذلك، تتنامى ذهنية وطنية بالمجد والأخوة والتحدي، وأتحدث هنا عن اليمنيين لا أتباع الحوثية وعبيد العنصرية.


 


 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى