مقالات

فساد السلطة وفساد المجتمع

 


صحيح أن فساد السلطة كارثة, وبالتالي  فساد المجتمع أم الكوارث.


إن ثرنا على فساد السلطة, فسنجد كم فاسد يمتطي هذه الثورة, ويستثمرها لفساده.


طالبوا بإقالة حكومة باسندوه, واستبدلوها بفسادهم, وإذ بنا في وحل فسادهم الأكثر فداحة بل أسلوب حياة وسمة غالبة بين القوى السياسية القديمة والصاعدة, ينعمون اليوم كتجار حرب.


انقلبوا على الدولة واستبدلوها بمليشيات, فتعطلت الحياة, ودمرت المؤسسات, وغاب العدل والقضاء والنيابة والمحاسبة, وعمت الفوضى.


واقع افرز قوى فساد صاعدة, ترفض الدولة بشخصياتها المعنوية والاعتبارية, كمؤسسات يعطيها القانون الحق في ممارسة كافة أنواع التصرفات القانونية في التعامل، وفي اكتساب الحقوق وتحمل الالتزامات، نخاطبها ونطالبها مباشرة .


دولة يطالبون بإسقاطها اليوم في الجنوب المحرر, وهم عاجزون على أن يكونوا البديل, دولة يدعون أنهم لا يعترفون بها ولا تمثل قناعاتهم, وعند المسئولية يرمون بالحمل عليها ,بل يطالبونها بإصلاح الحال والشراكة في مفارقة تنم عن مصالح أنانية وابتزاز رخيص , فيسقطون تلقائيا من رهان الشعب, وخاصة الأكثر وعيا  والأقل تعصبا, البسطاء الطاهرين من فساد العقل والروح.


مرحبا بالحكومة بشخصيتها الاعتبارية والمعنوية في عدن المرهقة, كمؤسسات وشخصيات, عليها أن تتحمل المسئولية وتكون في مستوى التحديات,الراتب والخدمات وبناء المؤسسات وتفعيل دور الرقابة والمحاسبة والنيابة والقضاء, دولة تعيد تهيئة الحياة في عدن كعاصمة مؤقتة لتستعيد الوطن من براثن الانقلاب والفوضى والمصالح الضيقة والأنانية, لتعيد لعدن وتعز وبقية المدن رونقها وعافيتها من الفوضى والانهيار الأخلاقي والاجتماعي والسياسي, والانفلات الأمني , والجرائم والاغتيالات .


دولة سنكون سندها إذ صلح حالها وان فسد حالها قادرين على إصلاحها بمبدأ الفرد ومسؤولية إصلاح المجتمعات واستقلالية القضاء النيابة, ظل دولة ولا فوضى وعبث وانفلات وهروب من المسئولية .


لا للفوضى المصطنعة التي يختبئ خلفها الفاسدون والمتمردون والرافضون للدولة, والعاشقون للعبث بحياة الناس واستثمار معاناتهم  وأوجاعهم , من يعشقون الشعارات ويمتطون المنصات , ويعجزون عن تحمل المسئولية كرجال دولة, ليكونوا عند مستوى التحديات, وللأسف أن ينحطوا ليكونوا أدوات عبث بيد قوى لا تريد للبلد خير ونعمة ونهضة, بل تريده أن يكون معاق مسلوب مهان فاقد السيادة والأهلية والإرادة ليكون تحت رحمتهم وتصرفهم, وهذا المستحيل على شعب حي واعي شعب الحضارة والتاريخ والأيمان والحكمة, في بلد عرف بمقبرة الغزاة والطامعين.


 


 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى