مقالات

المهمة المستحيلة

 


ليس من العسير على أي مراقب توقع مآل الجهود الجارية لتنفيذ اتفاق ستوكهولم بشأن اليمن، حتى مع وجود وجه جديد لرئاسة فريق المراقبين الدوليين بلجنة التنسيق وإعادة الانتشار، لا أحد إذن يتوقع أن ينجح مايكل لوليسغارد في تحقيق اختراق ما، خلافاً لسابقيه، في ظل التعنت الحوثي واستمراء سياسات التملص من الاتفاقات واستحقاقات السلام، وفي ظل هذه المعطيات ليس جزافاً التنبؤ بأن مهمة لوليسغارد لن تعدو إلا استمراراً للحلقة المفرغة التي تعمد الميليشيا الإيرانية إلى إدخال جهود السلام في رحاها.


الجنرال الدنماركي منذ الجولة الأولى له في رمال اليمن المتحركة واجه تعنت وفد الانقلابيين الذي اشترط العودة بالحوار لنقطة الصفر بشأن آليات تطبيق اتفاق السويد، الأمر الذي رفضه لوليسغارد متمسكاً بتطبيق الاتفاق من حيث انتهى سلفه الجنرال باتريك كاميرت.


 


ماذا يعني ذلك؟..


مرة أخرى يظهر أن كل جهود السلام في اليمن موعودة بالفشل ما لم ينضج ظرف دولي جديد يعالج الخلل العميق في مقاربة المجتمع الدولي للوضع اليمني باعتباره صراعاً بين شرعيتين متماثلتين، وهي المقاربة التي تنقلب أول ما تنقلب على قرارات الشرعية الدولية ذاتها التي اعترفت بالحكومة الشرعية ممثلاً وحيداً للدولة اليمنية، وشددت على حصر السلاح في يد الحكومة، كما دانت الانقلاب الحوثي.


 معالجة هذا التناقض هي أولى خطوات السلام اليمني الصعب، عبر إعادة النظر في مشروعية الميليشيا الحوثية، ووضعها في إطارها القانوني الحقيقي كحركة انقلاب وميليشيا خارجة على القانون، وتالياً خضوعها للقانون الدولي ما يجعلها تحت طائلة العقوبات الرادعة، وفي هذا الإطار تستدعي المقاربة الدولية المطلوبة أيضاً، توفير شروط السلام الإقليمية، بالضغط على رعاة الحركة الحوثية الذين يدفعون باتجاه التأجيج


والتنصل من استحقاقات السلام، فإذا لم تتلق الدوحة وطهران رسائل حازمة بشأن دعمهم للانقلابيين في اليمن فإن الدائرة اليمنية المغلقة سيطول أمدها، وسيستمر النزيف اليمني المؤلم.


وفي ظل هذه المعادلة المختلة، والبيئة الدولية غير المواتية، ليس ضرباً من التشاؤم القول إن مهمة الجنرال لوليسغارد لن تحمل أي جديد.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى