الحوثيون من الصواريخ البالستية إلى السقوط المريع
تتواصل الجهود الدولية الهادفة إلى وقف الحرب في اليمن وإبرام اتفاق سياسي يجنب الأوضاع في البلاد المزيد من التدهور وسط تأكيدات بعدم وجود حل عسكري للأزمة اليمنية.
ولكن تبدو أن هناك احتمالات ربما ستعمل على إفشال تلك المساعي بسبب تعنت الحوثيين في استمرار القتال وإطلاق الصواريخ الباليستية على مدن المملكة العربية السعودية والتي لا ترجح كفته في أية مباحثات قادمة حسب اعتقاده، بل تشكل إدانة له ستفتح الباب على مصراعيه لمعاقبته وفرض عقوبات على إيران وضربها على الأرجح في منعطفات قادمة على صعيد إعادة رسم خارطة طريق دولية جديدة في منطقة الشرق الأوسط.
ويخطئ جادة الصواب من يظن أن الحوثيين سيفرضون على دول التحالف العربي أو المجتمع الدولي وقف الحرب أو الدخول في أي مباحثات قبل التزامهم بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني والقرارات الدولية الخاصة بالأزمة اليمنية، كما يخطئ من يظن أن أي تسوية قادمة سوف تستثني الرئيس هادي وهو الرئيس الشرعي المعترف به محليا واقليميا ودوليا..
والحقيقة التي غابت عن أذهان الواهمين أنهم يبنون أوهامهم على مقدمات خاطئة تقود في نهاية المطاف إلى نتائج خاطئة فيظنون بأن الصواريخ الباليستية ستفرض حلا سياسيا لصالح جماعة المتمردين الحوثيين، ولكنها سترجع إلى نحورهم كالحمم البركانية لأنها لن تأتي بأي حل سياسي بل سيتعامل معهم المجتمع الدولي ميليشيات خارجة عن القانون والتي ستخضعها للعقوبات الدولية ولن يكن لها مكان في الخارطة السياسية إذا ما استمرت برفض دعوات الحوار والالتزام بالمرجعيات الثلاث المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار والقرارات الدولية بهذا الشأن ، في الوقت الذي رفضت فيه تلك الميليشيات كل دعوات الحوار والحل السلمي من قبل فخامة الرئيس هادي الذي أبدى خلاله استعداده لقبول كل الأطراف للتحاور والتفاوض على طاولة الحوار من أجل إنهاء الأزمة ووقف الحرب درءا لسفك الدماء ومن أجل مصلحة الشعب والوطن ولقيت كل تلك دعوات السلام رفضا قاطعا من قبل المتمردين الحوثيين الذين أفشلوا مباحثات جنيف ١ وجنيف ٢ والكويت .
وتبدو الحرب على وشك أن يتم حسمها عسكريا بعد أن رفضت ميليشيات التمرد الحوثي كل سبل السلام والحوار ووقف اعتداءاتها على الجارة السعودية بالصواريخ البالستية المحرمة المستوردة من إيران وقيامها بأعمال القتل والقصف على التجمعات السكنية في المناطق التي تشهد مواجهات مع الجيش الوطني للحكومة الشرعية للرئيس هادي.. وتشهد جبهات القتال الحوثية انكسارات وتراجع للخلف وهزائم وبالمقابل انتصارات لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية التابعة لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي وهذا ما أعترف به اليوم بلسانه زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي ضمنيا في حديثه المتلفز على قناة المسيرة حين قال:
“نعلم ان هناك نية لدى التحالف للتقدم في الجبهات ولكننا سوف نكثف من الهجوم الصاروخي على السعودية “.وهو الأمر قال عنه مراقبون ومحللون سياسيون ” إن حديث الحوثي يؤكد بأن الصواريخ التي تطلق على السعودية ما هي إلا نتيجة حتمية لتراجع الحوثيين في الجبهات بعد استعادة التحالف والشرعية ميدي وتحرير كرش والسيطرة على الشريحة وغيرها”.
وهناك مؤشرات تؤكد أن خاتمة انكسار وهزيمة الحوثيين قد بدت ملامحها تظهر في الأفق وما إطلاق الصواريخ الباليستية على الرياض ومدن سعودية رغم أنها دمرت بالكامل قبل إصابة أهدافها لدليل على محاولة لفت أنظار العالم من أجل فرض تسوية سياسية تحفظ لهم ماء الوجه قبل أن يلقون هزيمة محققة يدركون آثارها الوخيمة بخروجهم الكامل ومحوهم من خارطة المشهد السياسي في اليمن كميليشيات خارجة عن القانون ووأد مشروعهم الخطير كاذرع مصيرها البتر ستنهي أحلام وطموحات إيران في اليمن والمنطقة العربية ككل.
وبالنسبة للجانب الشرعي قدم الرئيس هادي وحكومته تنازلات عدة وكان سابقا في دعوات مفاوضات السلام حرصا على اليمن وعلى عدم سفك دماء شعبها على عكس الحوثيين الذين رفضوا كل دعوات السلام وأفشلوها وأرادوا الاستفراد بحكم اليمن وما هم إلا أقلية قليلة تلقى الرفض الشعبي في اليمن وخارجها كونها ميليشيات خارجة عن القانون وامتداد لمشاريع دولة إيران.