مقالات

هي سقفك وجذورك.. الحرية ليست خداعاً

 


نتحدث عن الحرية في القوانين، مع أن الحرية بالأساس خلقت فينا ومعنا.


 


نُخلق أحراراً، ولكن يتم تقييدنا بسلوكيات وأفكار قد تكون صالحة في مكان دون مكان أو زمان دون زمان، فالحياة متغيرة والمجتمعات مختلفة فيما تحتاج وما يجب أن تفعل أو لا تفعل.


 


ولهذا برأيي نحن محتاجون لتقييم عاداتنا وتقاليدنا ومراجعة ما كان منها مبنياً على غلط.


 


الحرية تبدأ من الأساس في التأسيس، وهي خلقتنا، حرية التفكير حرية صنع قرار وخيار واضح حرية الإنتاج والعمل والمسؤولية أولاً.


 


وفق ظروف اليوم، فإننا محتاجون لجيل مصقولة مهاراته وواضحة رؤيته لهذه النقطة، لهذه الحرية، وماذا تتطلب من مهارات كشاب أو شابة، كأخ وأخت وأم وأب وطالب وأستاذ وحتى صاحب بقالة وسائق سيارة وإمام مسجد، وحتى الوزير ورئيس الدولة.


 


إن ضبابية رؤيتنا للحرية خلقت لنا جيلاً وأخذ حريته بس ليعمل الغلط طالما لا أحد يراه.


 


أو يجعل الحرية مجرد طاقة للأذى، يعجز عن مناقشة أخيه الكبير فيخرج يعمل مظاهرة ضد الحكومة، او هي تعجز عن اقناع امها انها عقل وروح فتخرج مظاهرة تطالب بتغيير النظام الحاكم.


تعجز ان تكون حرة في بيتها، فتتحول ناشطة تتفلسف عن المشاركة السياسية.


 


نعجز عن التحرر من اوهامنا واطماعنا وقيودنا في الظاهر والعلن، فنحول الحرية شعارا كاذبا لممارسة الأخطاء بالسر..


 


نريد جيلا من البنات تدرك أن الحرية ليست باللبس والخرجات فقط، اخرجي وسافري بس لا تخليها آخر همك ولا تخلي هذا سقف حريتك.


 


نحتاج شبابا أصحاب قرار ثوارا لأجل حضورهم ودورهم هم وغيرهم، الحرية ليست أن تفعل وتقول ما تشاء أنت وحدك دون الآخر.


 


نحتاج بنات تعتز بأنوثتها، مدركة قيمتها وقيمة حضورها وواجبها تجاه هذه الحرية، أن تتحدى نفسها وتتأمل تفكيرها.


 


بحاجة لجيل يقدر المرأة، لا يتعامل معها كآخر يضع لها مكانتها وفق حاجته هو.


إنسان، أولاً.. مطلقة أرملة معها فلوس ايش مستواها المادي والعلمي.


 


لا نريد أماً تتعامل مع ابنتها كتابع بحجة الخوف عليها، هي ابنتك ولديها القدرة أن تكون مثلك، وواجبك أن تدفعيها لتكون أفضل منك.


 


ولا نريد رجلاً يتعامل مع المرأة بجنسانية، يخبئ ابنته ويلاحق بنات الناس، يدعم كل موظفاته ويتعامل باحتقار مع اخته وأمه وزوجته. الإخفاء هو احتقار متبادل للجميع، يفسد الاحترام والتشارك في البيت وفي العمل.. وينتج قيماً سلبية مؤذية للجميع.


 


نحن بحاجة لرجال يقدرون أنفسهم بصدق، حتى يمكنهم تقدير الآخر (المرأة).


 


الرجل في مجتمعنا مثقل جداً وضعيف لهذا يبحث عن من هم أضعف منه.


 


لابد أن يتعاون الشباب والشابات على تغيير عقول بعضهم كبشر عليهم واجب حضاري في الحياة فيطورون عقول وأداء بعضهم ويعالجون المشكلات، مع الاحتفاظ بكل الالتزامات.


 


نريد مشاركة عامة لا تكون على حساب دور الأمومة والأبوة والنزاهة والأخلاق، ولا نريد حالة عداء بين القيم، الحرية هي تعايش القيم بما يحقق التغيير للأفضل دون عداء مع الماضي.


 


على الساحة العربية حرية مجزأة على حسب الطلب، حرية شرق أوسطية، الشاب عليه حمل الحياة وحمل طاعة مطلقة للوالدين والمجتمع (الناس).


 


إذا ما أردنا الحرية لازم نتغير كلناً، ونحسن من حالنا ونعالج أخطاء التوابيت والأعراف البالية التي تقيد الرجل قبل المرأة، وليس كل الماضي توابيت.. ولا كل الماضي حسناً.



عندما نصل لهذا المستوى، فإن الحرية ستكون آخر همنا، لأننا أحرار ومسئولون عن خيارتنا.. بعدها يمكن أن نناقش مسئوليتنا الوطنية.


 


الحرية هي مثل المعتقد في وجداننا..


الحرية تعني الثقة والفخر بالنفس… الحرية ليس لها سقف، هي أصلاً جذور.


الحرية هي اختيار قراراتك بنفسك وتحمل مسؤولية..


الحرية مسؤولية وليس لعباً..


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى