مقالات

الحوثيون والعشق لإسرائيل

 


قبل أيام دار نقاش على فيس بوك بيني وبين صحفي حوثي، تمحور النقاش حول خبر نشره (…) يتحدث عن مقتل المئات من الجنود السعوديين على الحدود السعودية.


سألته: “هل يصدقكم أحد في اليمن؟ هل معقول في ناس تصدق أنكم كل يومي تقتلون المئات من السعوديين وتسقطون العديد من الطائرات السعودية، وأن صواريخكم تصل إلى عمق الرياض وابوظبي.


 


ومحاولة للهروب من الإجابة، قال حرروا أرضكم من الاحتلال السعودي والإماراتي.


 


قلت له إنه بفضل الله ومن ثم بفضل الدعم السعودي والإماراتي “تم الدعس”، وتحرر الجنوب من أبشع احتلال عرفته المعمورة، وأن لا وجه للمقارنة بين التواجد السعودي والإماراتي في الجنوب وبين احتلالكم وهمجيتكم واجرامكم.


 


قال: “أنتم أحفاد بريطانيا”.


 


قلت له: “إن بريطانيا التي تنعتنا بها لولاها، لتم الدعس على مليشياتكم في الحديدة، بل إن بريطانيا هي من تقف اليوم في صفكم، يا أحفاد الفرس، وإلا كان موضوعكم منتهيا ليس في الحديدة، وحسب ولكن في كل اليمن.


 


وأخذ النقاش منحى آخر، تطور إلى أن قام الصحفي الحوثي بحظري، من صفحته وحذف المنشور.


 


الحوثيون رفعوا شعار الموت لأمريكا واللعنة على إسرائيل، ولكن.. كانت حروبهم موجهة ضد اليمنيين والجنوبيين فقط في صورة تؤكد على مدى الرخص والانحطاط في عمالة الحوثيين للخارج بطريقة وسخة ورخيصة، بل إنهم باتوا يتفاخرون بالعمالة لإيران والدفاع عن مشروعها التدميري في اليمن.


 


لماذا يقاتل الحوثيون في اليمن، وضد من حربهم؟ هل كانت السعودية ستقصف صنعاء، لو توقفوا في العاصمة اليمنية ولم يفكروا في غزو الجنوب.


 


أعتقد الحوثيون أنه حان الوقت لاحتلال الجنوب، فشعرت السعودية والإمارات الخطر وهبت لكسر شوكتهم، وما يحصل اليوم من تدمير يتحمله الحوثيون وحدهم، لأنهم من اشعل الحرب، ومن دفع السعودية لدخول الحرب..


 


استطاع الحوثيون تجييش الهضبة الزيدية، من خلال استدعاء مظلمة الثورة والانقلاب على المملكة المتوكلية، وفي مناطق الوسط رفع شعار الدفاع عن الوحدة اليمنية، والحديث عن احتلال أجنبي لوطن يعتقد الحوثي القادم من كهف مران انه قد ورثه عن جده حميد الدين.


 


ردد الحوثيون منذ العام 2004 شعار الصرخة والادعاء الموت لأمريكيا وإسرائيل، لكن لو تمعن أي إنسان ذو لب، ما فعله الحوثيون بالأمريكان وإسرائيل لما وجد شيئاً.


 


ذات يوم كنت في مداخلة على قناة الهوية الحوثية، ويومها سألت ضيف القناة وهو حوثي أيضا “ما هي المبررات التي دفعتكم كحوثيين الى اجتياح الجنوب، وقتل أهله”.. فكان رده متعصبا “والله ما نترككم تحكموا شبر”.


لم أدر ما هي مشكلة الحوثي وقبله المؤتمر والإصلاح مع الجنوب..؟ فالإصلاحيون يتوعد قادتهم بمحاكمتنا لأننا فقط، طالبنا بالاعتذار عن فتوى تكفير الجنوب.


 


المتحدث الرسمي باسم الحوثيين التقى وزير الخارجية البريطاني وشكره على موقفه الداعم لإبقاء ميناء الحديدة في قبضة جماعته الأشد قبحا، والتي تسرق كل ما يصل الميناء.


 


ولأن الحوثي يعتقد ربما ان الشعب الذي يحكمه، لا يستوعب ما يحصل، فذهب محمد علي الحوثي الى مهاجمة وزير الخارجية البريطاني، في محاولة تتويه الرأي العام، والزعم ان ثورتهم هي في الأساس ضد أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، في حين أنهم عشاق لإسرائيل ومحبون لأمريكا وبريطانيا.


وخير دليل الصفقة الحوثية الإسرائيلية والأموال التي قدمتها تل أبيب للحركة الحوثية مقابل تهريب يهود من صنعاء إلى إسرائيل، ومنها صفقة التهريب التي وصفتها الصحف الإسرائيلية بالمعقدة، حيث ألمح رئيس الوكالة اليهودية أنهم قدموا أموالاً لتهريب اليهود ومعهم نسخة نادرة وثمينة من التوراة.


 


صمود الحوثيين طوال السنوات الماضية، يأتي في إطار دعم الحركة من هذه الأطراف الدولية، وتواطؤ بعض القوى اليمنية، التي ترى أن في استمرار الحوثيين في حربهم ضد اليمنيين، استمرارها في بناء امبراطورية مالية وعسكرية وسياسية.


 


 


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى