مقالات

في مثل هذا اليوم كان الملك سلمان في شارع جمال

 


 


في تاريخ 25 مارس 2014م، كُنا قد رتّبنا نحن وبعض الشباب لمسيرة ضد تحركات الحوثيين في تعز، بعد تواصلنا مع بعض الشخصيات الاجتماعية والكيانات السياسية والمدنية.. كان ذلك في منزل الأستاذ عبدالستار الشميري.


طبعاً الاجتماع جاء بعد الحراك الشبابي والشعبي الرافض للحوثيين، والتظاهرات الكبيرة التي احتشدت أمام الأمن المركزي جولة القصر بمنطقة الحوبان، عندما قام الحوثي بإرسل قواته العسكرية إلى تعز.


 


في صباح اليوم التالي، الموافق 26 مارس 2014م، صحا اليمنيون على أصوات عاصفة الحزم، كخبر تسلل تساقط بذهول على المجتمع بين من هو مؤيد ومن هو رافض، وكحمم نارية انهالت على مواقع الانقلابيين.


 


رغم ذلك، لم يمتنع الشباب من مواصلة نضالهم الميداني السلمي ضد الانقلاب، وواصلوا حماسهم الممزوج بالفعل الثوري الفبرائري الذي ما زال عند أغالبية الشباب. بدأ الناس في التجمع بشارع جمال استعداداً للمسيرة التي ستتوجه إلى جولة القصر أمام بوابة الأمن المركزي، كما هو معد سلفاً في برنامج الشباب، وبحسب دعوات الشباب التي أطلقوها على مواقع التواصل الاجتماعي.


بدافع وطني كُنت أحد المشاركين والمنظمين والداعين للمسيرة، في أمل أن هذه الجهود الوطنية، إلى جانب جهود وطموح كثير من الشباب، ستشكل قوة فعلية سلمية على الأرض، من شأنها سنكون قادرين على إعادة الزخم الثوري إلى الواجهة، وذلك لمواجهات مشروع الانقلاب، غير أن الدافع الوطني الشعبي بدون حامل سياسي كان غير كافٍ للوقف أمام ما قد رتبته المرحلة، ليتحول كل الغضب الشعبي في تعز إلى جدار منيع، صد كل ضربات العدو ببسالة واقتدار، رغم ما خسرته تعز من شباب.


 


انطلقنا الصباح من نقطة التجمع إلى أن وصلنا عقبة شارع جمال، لنتفاجأ برفع صورة سلمان السعودية وزائد الإمارات وسط المسيرة، كحالة من التعبير والتأييد لعاصفة الحزم من قبل حزب الإصلاح، وعندما حاولت ــ شخصياً ــ أخذ الصورة من أحد المشاركين وإخراجها من المسيرة، على اعتبار أن هذه الصور، لا تعبر عن هدف المسيرة التي خرجنا من أجلها، أخذني مجموعة من الشباب ــ لا أعرفهم ــ بطريقة استدراج من داخل المسيرة إلى أمام سينماء بلقيس (سابقاً) في عقبة شارع جمال، لأجد نفسي بين أيدي عصابة شرانية، انتزعت مني كل مكامن الأمان، مطالبين مني عدم اعتراض أي صورة أو أي شعار في المسيرة، ما لم أتوقف عن أفعالي التي تحت رقابتهم ــ كما قالوا لي ــ سأكون أمام مصير مجهول.


 


الوقت كان ضد الكل، ولم أكن معنياً، حينها، في رفض طلبهم، بسبب الوضع المقلق للجميع، مع أن القهر الذي عشته فاق الخوف بمئات المرات، رافق ذلك السؤال المهم الذي يداهم أي واحد يقع في مثل هذه المواقف، عن من يكون هؤلاء، ولماذا يفعلون ذلك؟


وخلال البحث والمتابعة اللذين لصق بهما الحذر والسرية الشديدان، اتضح لي أنهم مجموعة من حزب الإصلاح، مهمتهم حماية الصور والشعارات، بالإضافة إلى عملية قمع وإرهاب كل من يحاول أن يقول أنا ابن المسيرة أو أمها.


 


توقعوا كل هذا حصل لي كمواطن بتعز، في الوقت الذي كان يحاول إصلاح صنعاء ارتداء مؤخرات النساء أوجهاً


حتى لا يتعرف عليهم الانقلابيون، ولكم في علي محسن عبرة.


 


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى