مقالات

عدن وجحيم الجهل

 


بؤسنا والانحطاط الذي يرافق حياتنا , جحيم الحياة الذي يصلينا , أساسه الجهل , ومن نتائجه الجوع والفقر والمرض والعبث, الجهل ظلمه حالكة لا ترى فيها غير ما يراد  أن تراه , لتبقى جاهلا في الحياة فاقدا للحقيقة , لان الجهل وحده القادر على تقيدك وأسرك لتكن مطيع للشر , ميت الروح والإرادة , أداة يدوس عليها المستبد ليتربع عرش الأمة , الجهل بلوه ولعنة الزمن يمكن تجاوزها بالنور , نور العقل الذي يضئ الحياة والعلم الذي يرشد للطريق السديد ويحيي روح وإرادة الإنسان , يصونه من العبودية والطاعة العمياء , ويحميه من الاستبداد .


الجهل أن ارتبط بالفقر صار إجرام, وان ارتبط بالثراء صار فسادا, وان ارتبط بالحرية صار فوضى وغوغاء, وان ارتبط بالسلطة صار استبدادا, وان ارتبط بالدين صار إرهابا, وان انتشر نشر معه الأحقاد والثارات والانتقام.


الثورة التي يقودها الجهل لا تصنع دولة, ولا تبني وطن, تستند على أدوات اللادولة, العصبة والعصبية, المناطقية والطائفية, العنصرية وازدراء الشركاء, العنف وسيلة والمليشيا أداة, لتغييب الحقائق وتقويض النظام والقانون, تفقدنا العدل وتعيق تفعيل القضاء والرقابة والمحاسبة والنيابة, ثقافة العنف تؤدي لتناحر وصراعات سلبية, وأحكام عرفية, واتهام ومناكفة, وزوار الليل وخطف ومداهمة واغتيال, كل هذا والمجرم هو الجهل الذي يعتقد انه على حق.


بالعلم نقضي على الجهل, لننير حياتنا وتنقشع ظلمة الجهل للأبد, بالعلم ستتغير  موازين الحياة ومفهومها, أن ارتبط بالفقر صار قناعة, وان ارتبط بالثراء صار إبداع, وان ارتبط بالحرية صار وعي يسعى للسعادة, وان ارتبط بالسلطة صار عدلا, وان ارتبط بالدين صار استقامة, إن انتشر نشر معه الحب والتسامح والإخاء والتوافق, وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا.


العلم يرفع من شأن الأمة, يستعين بأدوات الدولة, ويرسخ سلطة النظام والقانون ثقافة وسلوك, بالعلم لا يقبل الفرد بغير دولة, وجيش وطني, ويرفض العصابات والمليشيات, يستند في حكمه على القضاء, لا اتهام دون إدانة وبرهان دامغ, الناس متساوين أمام القانون, الوظيفة مسئولية تتبدل وتتغير وفق الظروف   والملابسات, في تبادل سلمي للسلطة وعدالة توزيع الثروة.


غوغاء الجهل اليوم في عدن, تقف عثرا أمام ترسيخ سلطة الدولة, ومهامها في تطبيع الحياة, خوفا ورعبا من العدل, وظهور الحقائق المرة.


حقائق العبث, السطو على الأراضي والمتنفسات والمؤسسات والمنظمات, الاستحواذ على الإيرادات, فساد استخلاص الضرائب والجمارك والميناء, وارتفاع المعيشة, وعرقلة صرف الرواتب, وبلادة العسكري الفطن للأذى, في عدم احترام إنسانية وكرامة مواطن متنقل في أرضه ووطنه, حقائق السجون السرية والانتهاكات, حقائق العصابات والاغتيالات, والشحن والحشد الإفساد السياسة والأخلاق والمجتمع  لتشويه حضارة وتاريخ وارث وثقافة الوطن وخاصة عدن المدينة المعطاة.        


حرب أدواتها جهلة, والسكوت عنها جهلا يحمل علما لم يغير منه شي, رغم علمه ظل جاهلا ومتجاهلا لما يدور, يبلع لسانه, ويطلقه لمساندة الجهل, عصبيا, متنكرا للهوية, فاقد للسيادة والإرادة, راكبا لموجة الجهل مقدما مصالحه الضيقة على مصالح الوطن العليا والأمة.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى