الإصلاح، المشاط وتوكل!!

 


لم يصدر حتى الآن أي رد أو تعليق من قبل تجمع الإصلاح على ما ذكره المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي الحوثي في صحيفة الأخبار اللبنانية التي يرأسها صاحب الوجه القبيح إبراهيم الأمين، حول الاتصالات مع قيادات إصلاحية نافذة وإمكانية التقارب والتفاهم بين الحوثي والإصلاح بعد ما تكشفت النوايا الخبيثة للتحالف، حسب تعبيره!!


اليوم بالمقابل تتحدث السيدة توكل كرمان -القيادية الإصلاحية المفصولة من التجمع بقرار قيادته- على أنه لا عداوات ولا صداقات ثابتة في السياسة، وعلى أن عداء السعودية والإمارات للإصلاح أكبر من إيران، وتجادل في الردود على التعليقات بأن علاقة الإصلاح بإيران كانت موجودة ويمكن استعادتها!!


كان الخطاب الأساسي الحوثي للقوى المحلية والدولية والإقليمية منذ بداية الجائحة هو أنه الطرف المؤهل لمكافحة الإرهاب الذي كان خطابه يجعل الإصلاح أساسه ولحمته، ونال الإصلاحيين أكثر من بقية اخوتهم اليمنيين تنكيل وقتل واضطهاد وإهانة الحركة الحوثية التي وزعت كل ذلك مع الطائفية وثقافة الكراهية في أربع جهات من اليمن.. ويبقى من الصعب تجاوز كل ذلك في كل الظروف.. غير أن قلق الإصلاح من مصير مشابه لما حدث في الجنوب بعد طرد الحوثيين يجعل لهذه الأحاديث أساساً.


وما زاد من قلق الإصلاح، مؤخراً، رغم تحسن ظروفه الميدانية، خصوصاً في تعز، هو المؤشرات التي بدأت عن بداية تحول في السياسة السعودية لجهة زيادة الاعتماد على السلفيين في الحرب كانت علامتاه عودة الشيخ الحجوري إلى مأرب وتجميع كتائب سلفية في حرض..


إن سياسة استخدام الزمن لنيل المبتغى مشتركة بين كل أطراف الحرب اليمنية، فبينما كان إبطاء الحرب مقصودة لجهة أنها كانت في تقدير التحالف ضرورية لإنتاج قوى سياسية وعسكرية واجتماعية بديلة تؤكد سيطرتها على المناطق واحدة واحدة.. كان رهان الإصلاح في مرحلة لاحقة أن إطالة الوقت سينقل الضغط على كاهل التحالف، لأن الضغط الدولي يتركز عليه، وبالتالي إمكانية الحصول على نصيب أكبر من النفوذ والمشاركة في السلطة، وقبل كل ذلك الضمانات..


وكون الإصلاح قد أصبح الطرف المؤثر داخل الجيش الوطني ليس أمراً غير متوقع، فقد بني الجيش أساسا من بقايا الجيش القديم المحسوب عليهم أيديولوجياً وسياسياً، فحتى القادة المشهورين اليوم من غير المحسوبين عليه مثل العميد الحمادي كانوا أصلا ضباطا في ألوية تابعة للفرقة الأولى مدرع.


يخوض النظام القطري معركة حياة أو موت ضد السعودية والإمارات، ومن يعرف طبيعة هذه الأنظمة يعرفها أنها من الممكن أن تلجأ إلى إيران أو إسرائيل أو حتى الشيطان للدفاع عن نفسها بدون أي صعوبة، لذا تبقى السياسة القطرية مفهومة عموماً.. لكن نتج عن ذلك -إضافة إلى مد قطر الحوثيين بالعون في كل المستويات- أول انشقاق جدي ربما في تاريخ تجمع الإصلاح بين خط القيادة وخط من يمكن تسميتهم بالتميميين.. وطبعاً قوة قطر مثل بقية دول الخليج تكمن في قدرتها التمويلية غير المحدودة..


هكذا أصبح علينا أن نشاهد دائماً النوبلية الإيرانية شيرين عبادي وهي تعتذر لليمنيين في كل محفل عن جرائم بلدها إيران في حقهم، ونشاهد بالمقابل النوبلية اليمنية توكل كرمان تحث (حزبها) على إعادة الروابط مع إيران!!


تتحدث عبادي للشعب اليمني، وكرمان عن حزبها الذي سبق وفصلها ووصفت قيادته حينها بالأتباع والعبيد مع وعد بتحريرهم!!


 


 


 

Exit mobile version