مقالات

قتلة الأطفال

 


لم تدع مليشيات الحوثي الإيرانية جريمة إلا وارتكبتها بحق اليمن وشعبه وأطفاله، ولم تتوان عن ارتكاب كل فعل شنيع بعد أن أكد الشعب اليمني رفضه التام للانسلاخ عن حاضنته وأمته والزج به في أجندات “الملالي” العدوانية التوسعية، فالقتل والقصف والتدمير الممنهج الذي اتبعته المليشيات لم يعرف الحدود، وكان التجويع والحصار والاستيلاء على الموارد والدفع باتجاه وقوع الأزمات الإنسانية وتفشي الأوبئة والأمراض، وذلك في محاولة يائسة لتحقيق ما أمكن من المآرب، ولاشك أن منع وصول المساعدات الإنسانية والاستيلاء عليها كان له أثر سلبي وخطير جداً على كافة شرائح الشعب اليمني، وخاصة الأطفال الذين عانوا الكثير وكان ما تعرضوا له جراء جرائم مليشيات الحوثي عبارة عن إبادة وجرائم ضد الإنسانية، فالتجنيد وحرمانهم من التعليم والغذاء والأدوية جانب من الوحشية التي قامت بها طغمة الانقلاب بحق أطفال اليمن، وكان تدمير المستشفيات والمراكز الطبية والبنية التحتية مسبباً للكثير من الأوبئة وخاصة الكوليرا التي أتت على الكثير من أطفال اليمن الذين فقدوا حياتهم جراء الانقلاب وما أقدمت عليه أدوات إيران بحقهم.


هذه الويلات التي تعرض لها شعب اليمن لم يخفف منها إلا المواقف الأخوية من دول التحالف العربي وخاصة الإمارات والمملكة العربية السعودية، اللتين تبنتا قضية اليمن وسارعتا لنجدته وإنقاذه من براثن أحد أخطر المخططات التي استهدفته طوال تاريخه، فكانت عمليات التحرير والتعمير والإغاثة تتم بالتوازي لدعم الأشقاء على تجاوز الظروف الصعبة التي يمرون بها، ومنع تحويل وطنهم إلى قاعدة لتهديد المنطقة.


جرائم الحوثيين تلك، رغم كل ما سببته من ألم ونكبة وويلات، لكنها ضاعفت صمود الشعب اليمني وتمسكه بشرعيته ورفضه للانقلاب، ودفعته للتمسك بثوابته وعروبته ورفض أي وجود لإيران أو مرتزقتها الذين يتم تهريبهم من خارج الحدود ليثخنوا جراح الشعب الرافض للانقلابيين وظلاميتهم.


كل ما يجري يتم تحت مرأى ومسمع الفرق الأممية الموجودة في اليمن، والتي لم تسلم بدورها من غدر الحوثيين وعصابات الشر، وتعرضت عدة مرات لاستهداف مباشر، وتواصل التهرب مما يجب الالتزام به، واليوم بات الشعب اليمني يطالب المنظمة الدولية أن تتحمل مسؤولياتها التامة لوقف ما يتعرض له وإنهاء معاناته الطويلة التي سببها القتلة والإرهابيين الذين يستهدفونه في حاضره ومستقبله ويفرغون أحقادهم بأجساد أطفاله، بعد أن تبدد مخططهم وانتصرت إرادة الحق وباتت جميع نواياهم ومآربهم إلى غير رجعة، واليوم لابد من وقفة دولية تنهي آخر ما تبقى من الانقلاب وتنجز الحل السياسي وفق المرجعيات المعتمدة.


 


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى