مقالات

جبل العود ذودان.. الحرب تلقف ما يأفكون!

 


كنت أتابع كل التحركات وما تسمى بمبادرات واتفاقات قبلية لتجنيب المنطقة الصراع وأزاد يقيناً بأنها ليست إلا ذرا للرماد في العيون وتحركات في الفراغ الهش ومزايدات رخيصة سوف تذوب في اللحظة الفاصلة وتتبخر بسرعة عالية دون أي شيء وتتركنا جميعاً مع واقع الحرب في الوقت المناسب.


 


لست متشائماً ولا ألقي بتهم المؤامرة على أحد ولا أقلل من حجم النوايا الطيبة والمساعي الحميدة والجهود الصادقة التي بذلها البعض لمحاولة وأد الفتنة وتجنيب المنطقة ويلات الحرب ولكني كشخص لي تجربتي في الانتكاسات والخيبات بالهم العام كشفت لي تجربتي المتواضعة والأليمة خللا عاما بالبيئة السياسية وقوانينها الرئيسية المحركة لها بالقدر الذي يعرفه المواطن العادي والبسيط من فساد العملية السياسية برمتها قديمها وجديدها الأكثر توحشا ومراوغة، بغض النظر عن المواقف الشخصية التي قد يكون فيها استثناءات ومواقف جادة بقدر ما فيها من المسرحيات الهزيلة.


 


في حقيقية الأمر كل السنوات الماضية ظلت المنطقة بعيداً عن الصراع المباشر، كنقطة تماس ومتنفس لكل الأطراف ولأسباب تتعلق بالحسابات العسكرية والسياسية للجميع وكان لمصلحة الكل أن تظل المنطقة محايدة، بتفاهمات مباشرة وغير مباشرة تتخلها مناوشات بسيطة بين الفينة والأخرى، ولكن بعد الاختراق الذي قام به الحوثي على إثر تغيير عبدالكريم الصيادي ومدى تشابك هذه الأمور ببعضها بشكل معقد جدا وليس المقام مناسبا للخوض فيها ولكن للتوضيح بأن التقدم الحوثي الجديد جعل المنطقة تلتهب فشعر الحوثي بحاجته لجبل العود ليحافظ على التقدم الذي أحرزه..


 


وبالتالي فقد دخلت المنطقة منعطفاً جديداً في الصراع وأصبح الجميع على المحك واستخدم الحوثي قواه الناعمة للتمهيد لأقتحام المنطقة بحاله من الاستغفال والكيد الظاهر والخفي لهذه القوى. وللأمانة فقد التزمت قوى الشرعية موقفا متعقلاً ملتزماً باحترام الاتفاق القبلي فلم يستطع الحوثي التبرير لاقتحامه المنطقة وخرق الاتفاق القبلي على غرار الحشاء إذ برر باستفزاز قوى الشرعية له لخرق الاتفاق القبلي الذي كان مماثلا..


 


غدر الحوثي بالمنطقة بخرقه الاتفاق بمحاولته الفاشلة لاقتحام “ذودان”، ومكره أخوك لا بطل تمت المواجهة لها وحرق أطقمه العسكرية على مقربة من القرية وتحول الحدث إلى رمز بطولي لمواجهة الغدر الحوثي وأصبحت ذودان جبهة لمواجهة الحوثي ولذودان رصيدها الثري بالحرب والمعارك الوطنية الفاصلة واسمها الحميري وتاريخها الحضاري العظيم..


 


ذودان وصناع وليأن هذه القرى الملتصقة بجبل العود القلعة التاريخية الحضارية العظيمة، تجد نفسها في معركة الحياة او الموت للدفاع عن الجبل وهذه القرى ليست ملك ساكنيها وحسب هي قرية وبيت كل عودي ولكل شخص من أبناء المنطقة تسكن روحه شموخ الجبل واثار حضارة أمة تتباهى بكبريائها وعراقتها التاريخية وتصنع بطولات حاضرها.


 


 


 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى