مقالات

الإسلاميون.. أقل الناس خوفاً من الله

 


في البداية كنت أهتم.. أهتم جداً.


كنت حسن الظن بالإسلاميين، وكنت أعتقد أن غرضهم إصلاح ما أفسده نظام عفاش.


 


شيء طبيعي أني أحسن الظن بهم، فإذا كنت أنا الفاسق المتساهل في العبادات أخاف الله وأخاف تتلوث يدي بمال حرام أو دم حرام فكيف بالإسلاميين وهم المعلقة قلوبهم بالمساجد القارئين لكتاب الله… أكيد بيكونوا أتقى لله مني.


 


عشان كذه في بداية دخول الحوثة صنعاء كان عندي أمل أن شعاراتهم وخطبهم الإسلامية وكلامهم عن نصرة المستضعفين والوقوف في وجوه الظلم ومع المظلومين نابع من تقوى الله في قلوب أتباع المسيرة القرآنية.. وعشان كذه كنت لما يغلطوا أنصح وأسب وأشقدف..


بعد فترة بسيطة أتأكدت أن إسلام الهاشميين كله محصور بين أرجل علي وفاطمة، وبطلت أهتم أو أنصح أو أشقدف..


 


وفي بداية الحرب في تعز كنت مهتماً أكثر.. الرغبة في الخلاص من حكم الهاشميين لليمن ككل خلانا أهتم، وزاد ولائي للمحافظة اللي عشت فيها ومشروع هادي الفيدرالي خلانا أهتم وأتحمس أكثر لمشروع المقاومة.. فرحت لانتصاراتهم وبررت لهزائمهم.. وأول ما بدأوا ينهبوا بيوت الناس وممتلكاتهم وممتلكات الدولة اهتميت ونصحت وسبيت ولعنت أيام ما كان سبهم خيانة لا يجرؤ عليها أحد.


 


ولأن غالبية المقاومين هم من الإسلاميين الإخوانجية والسلفيين، ظنيت أنهم بيخافوا الله، ومستحيل يقبلوا بالسرقة والنهب واستحلال دماء الأبرياء.


 


كنت أظن أن الناس اللي يرتكبوا هذي الجرائم هم مجرمين استغلوا فوضى انتشار السلاح ويستحيل أن يقوم بها الإخوانجية والسلفيون رواد المساجد..


 


عشان كذه كنت أهتم، وبعد كل جريمة كنت أصيح وأسب وأشقدف وأنصحهم بحصر السلاح في يد المقاومين، وأي مفصع يحمل السلاح داخل المدينة يعتقلوه..


كنت أهتم وأسب لاعتقادي أن أصواتنا لو وصلت لقادتهم المؤمنين أكيد ما بيرضوا باللي يحصل.


 


بمرور الأيام اكتشفت أن الإسلاميين هم أقل الناس خوفاً من الله، وأن الله بالنسبة لهم وسيلة.


وأن الإسلامي الشافعي لا يقل سوءاً عن الإسلامي الزيدي الهاشمي..


وأن الهاشمي الإصلاحي (أقبح) من الهاشمي الحوثي.


 


واكتشفت أن الأمن والمقاومة الذي بناه المؤمنون هم المشكلة وليس الحل، وأننا اتهمنا المفصعين ظلما.


لأن المقاومة والجيش والأمن هم المفصعين.. 99% من الجرائم اللي حصلت في تعز خلال السنوات الماضية قام بها عسكر مؤمنون بل 100% عشان كذه بطلت أهتم.


 


بطلت أهتم لأني عرفت أن الحل في اليمن لن يأتي عبر هؤلاء..


الحل في اليمن سيأتي بعد القضاء على هؤلاء المؤمنين..


بعد القضاء على كل جماعات الإسلام السياسي، حوثة وإصلاح وسلف.. ممكن نبني جيشاً جديداً يلتزم بالنظام والقانون ويحفظ الأمن بدلاً من شوية مؤمنين سفلة لابسين ميري وحاملين السلاح ورافعين شعارات الجهاد والشهادة.


 


والحل في تعز نفس الحل في اليمن ككل.. ولن تعرف تعز أماناً أو استقراراً إلا بعد إعادة المؤمنين المخالفة لقراهم، وتهجير المؤمنين الإصلاحيين ليلحقوا بإخوانهم المؤمنين السلفيين.


 


 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى