مقالات

سيئون وجيش الأحمرين.. استثمار الحرب

 


عندما خرجت من منفذ الوديعة وفي ذروة الحرب قبل أربع سنوات، وجدت جنود هاشم الأحمر وعلي محسن يسيطرون على كل النقاط وكل شبر من تلك الصحاري، من أول نقطة حدودية إلى آخر نقطة باتجاه سيئون!


 


لم نجد جندياً حضرمياً واحداً في النقاط، على أقل تقدير جندي واحد ليتخاطب بلهجة المنطقة ويشعرك انك في وادي حضرموت ولست في وادي عمران أو معبر ذمار!


 


حينها شاهدت على يميني ويساري أكثر من معسكر بكثافة بشرية ملحوظة، ووجدنا النقاط بالعشرات، وأكثر من جندي ابتزنا وطلب مننا مبالغ مالية، أو كما كان يقال لنا (حق النقطة) ولم يقبل أحد منهم إلا أن يؤخذ بالريال السعودي دون غيره.


 


وأنا أشاهد تلك الأعداد البشرية المهولة المتواجدة في تلك المعسكرات المتناثرة على جنبات الطريق، تعجبت، كيف يتم استقطاب المغتربين للزج بهم في الجبهات وتلك الحشود العسكرية المهولة التي صرفت عليهم الدولة المليارات رابضون في معسكراتهم؟ كيف يتم استقطاب المغتربين الذين لا يملكون خبرات عسكرية للجبهات ويسمح لتلك الحشود المدربة بالبقاء في أماكنهم ليستجروا القات والطعام كالبهائم؟


 


يومها كانت المقاومة الجنوبية، التي أغلبها بلا تدريب وبعضها تم إقصائها من الجيش قبل أكثر من عقد، كانت على مشارف “المخا” تخوض معارك شرسة لتحرير الساحل الغربي، وتلك القطعان تستجر في أماكنها وتبتز العابرين وكأن الحرب لا تعنيها!


 


شعرت وكأن الوادي بما فيه يئن من تلك الحشود ويريد أن يلفظها إلى أقرب مزبلة، وكان يبدو لي كل ما في الوادي يشير إليها بأنها نكرة وغير مرحب بها.. ولو توقفت أمام طفل لم يتجاوز الخامسة من العمر سيحدثك عن أولئك الغزاة الغرباء الجاثمين على صدر الوادي.


 


يأتي إلى سيئون من يأتي لن يكون هناك أسوأ ممن أتى قبله، ولم يعد هذا الأمر فارقاً بالنسبة لأبناء الوادي.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى