مقالات

إنّمَا يَتَعثّرُ مَنْ لَمْ يُخْلِص؟!

 


دائما وأبد تنقلب مساعدات العرب لأشقائهم العرب المنكوبين أو المستغيثين إلى مصالح سياسيّة وعسكريّة واستعمارية وابتزاز وتركيع وتسجيد وإذلال، سواء كانت مادية عسكرية، أو إنسانية بحتة، أو تنموية اقتصادية، فتتعثر العلاقات في نصف الطريق، وتتعكر الأجواء وتتنكب الأهداف والغايات، عاجلا أم آجلا، لأن معظم تلك العطايا والدعومات تكون عادة ليست لله في الأصل والأساس، وإنما لمكاسب ومناصب وبسط وتوسع وزيادة نفوذ لليد العليا على حساب اليد السفلى، ولأن معظم تلك الهبات والمواقف عادة لا تكون وفاء بحق الله والدين والوطن والعروبة والجوار والإنسانية وإنما للمتاجرة والشراء والبيع؟!


فإذا كانت النيّات مضطربة ومهزوزة ومغشوشة وفيها التباس وسوء تقدير واحترام للآخر ابتداء، فإن فساد المقاصد تأتي على البقية الباقية من فساد النيات، فيكون التعثر من نصيب كل مشارع هذا الطرف أو ذاك، أقصد الداعم والمدعوم، المغيث والمستغيث، فتتلكأ العزائم، وتخور القوى، وتتيه الإرادات، وإنما يتعثر من لم يخلص؟! وأمامكم وبين أظهركم الدول العربية والإسلامية المعينة والمستعينة نموذجا؟!


 

زر الذهاب إلى الأعلى