حاسب نفسك أولاً..

 


يثير الشفقة من ينتظر من ذوي ضحاياه التعامل معه بلطف، واعتبار جرائمه بحق الأبرياء أخطاء فردية، وتحريضه على المجتمع حرية رأي وتعبير، وتخوين الخصوم زلات لسان.


 


إذا كنت مدنياً فلن تستقوي بالسلاح وهيلمان نفوذك، وتتنمر على الضعفاء، ولو لديك ذرة احترام للشعب المنكوب فلن تجعلهم أهدافاً لبنادقك وتشكل غطاءً للمجرمين، وظهيراً للمفسدين.


 


وإذا كنت مؤمناً بقيم التعايش السلمي فلن تحرض على الآخرين، وتستبيح دماءهم وأملاكهم بذرائع واهية، ولو كنت حريصاً على المجتمع ستوقف مكائنك عن حملات تخوين معارضي فساد عصابتك وجرائم مليشياتك.


 


وإذا كنت محباً للحياة فلن تشعل الفتن وتقود معارك الاجتثاث والإلغاء والفيد لمن سواك ممن وضعتهم ظروف الحرب تحت رحمة بنادقك، وتزرع الخوف منك والأحقاد عليك في نفوس الآخرين.


 


وإذا كنت سياسياً يدرك عدم ثبات معادلات سلطات الأمر الواقع ستعمل على تقييم تجربتك، وتعترف بكارثية أخطائك وأهوال جرائمك وحملاتك منذ بدأت انتفاشتك ضد من شاطروك الهم في لحظات ضعفك، وقاسموك الحلم عندما تجاوزت الخطر.


 


وإذا عملت على جبر ضرر ضحاياك وإصلاح ما أفسدته عصاباتك، وأثبت للقريب والبعيد حرصك على تجاوز تبعات انتفاشتك بالأفعال لا الأقوال سيغفر لك بعض الضحايا والمتضررين ما اقترفت بحقهم..


 


ولكنك تعيش وهم سيادة ديولتك الزائلة على الناس، ولم تسارع إلى فعل الصواب، وتأخذك العزة بالإثام، وتبرر سوء فعلك وبشاعة جرائمك بتلبيس ضحاياك الأبرياء التهم وتصنف معارضيك بالخونة وتستبيح دماءهم وأملاكهم.


 


وتواصل حملاتك تشويه مناهضي عصاباتك وتحترف الدس والوشاية والتحريض، وتستغل نفوذك لتصفية حساباتك الأنانية والسياسية مع الآخرين، وتنسف جسور السلم، وتفخخ دروب التعايش..


 


ما زال فعلك همجياً، وسلوكك تسلطياً، وخطابك متعالياً، والغريب اعتقادك استمرار دويلتك بالفساد والإجرام بعدما توهمت تركيع الناس ببنادق الإرهاب المسلح، وبيادق الترهيب الإعلامي والاستحمار السياسي.


 


لا غرابة مطلقاً، لو تبددت اعتقاداتك وتهاوى وهمك لمجرد تزايد السخط عليك، ولا تنذهل من الهتافات الساخطة عليك ممن قتلت آباءهم وأبناءهم ونهبتهم، فذلك حصاد أفعالك.


 


تمرغ في الوحل إلى حيث يشاء الله، ولن يفيدك شراء ذمم المنافقين وصرف وعودك على الوصوليين وبناء التحالفات مع الانتهاريين، فلقد اندلعت شرارة الثورة عليك، ومنفذ نجاتك واضح قبلما يلتف سعير ظلمك على عنقك.


 


راجع نفسك، ولا تصدق تطمينات المنتفعين وتلمس مغفرة الضحايا لا الباحثين على نصيبهم من كعكة السلطة، كون من يزرع الشوك لن يحصد العنب، ومن يتفرعن يسقطه ضحاياه ذات يوم، وأظن يوم زوالك قريباً..!!


 


 

Exit mobile version