سطحية الربيع العربي وشعاراته الفارغة!!

 


نعم.. أتفق مع اليسار أنه لا يوجد حركة ثورية بدون نظرية ثورية…


وهذه هي المشكلة التي ضربت كل أحلام الربيع العربي وحولتها إلى كوابيس.


 


ربما بعد 20 سنة، ونحن نعيد النظر في تجربتنا السياسية بكل سلبياتها وإيجابياتها… أقول ربما سنشعر بالصدمة ونحن نراجع الشعارات والمقولات الرئيسية للربيع، ونكتشف، بأثر رجعي، أنها كانت شعارات سطحية فارغة من المعنى:


 


– “الشعب يريد”… شعار فارغ، فالشعوب لم تكن هي محرك الأحداث.. دائماً الأقلية المنظمة من الأحزاب والقوى السياسية هي التي تصنع الحدث وتنظمه، وتتخفى تحت جدار “إرادة الشعب”.


 


– “إسقاط النظام”… ما هو “النظام” وما حدوده؟ الذين قالوا إن النظام هو الأشخاص المستبدون فقط، جازفوا بتغيير الأشخاص مع بقاء النظام كما هو، والذين قالوا إن النظام هو مؤسسات الاستبداد أسقطوا الدولة ودمروها في محاولتهم لتدمير النظام.


 


– “الدولة العميقة”.. وهل هناك دولة غير عميقة.


الدولة الحقيقية الناجحة يجب أن تكون قوية وعميقة وعصية على الإسقاط… استخدم الثوار مبرر “الدولة العميقة” للقضاء حتى على المؤسسات الضامنة الحريات السياسية، من الصحافة إلى البرلمان والقضاء والأحزاب.


 


– “المسيرة الثورية الطويلة”… يُشبّه التنظير الثوري العربي أحداث الربيع بالثورة الفرنسية، ويرى أن الانتكاسة الحالية ليست إلا عرضاً مؤقتاً سينتهى بحتمية انتصار الثورة.. في شاعريتهم البائسة ينسى ثوار الربيع أن ثورتهم أقرب إلى الثورة الإيرانية التي انتهت بالحكم الديني؛ أو الثورات القومية العربية التي انتهت إلى حكم العسكر، وأن الثورة الفرنسية نموذج مختلف بريء من غباء الشعارات الفارغة.


 


حتى الدراسات التحليلية لأحداث الربيع التي قدمها باحثون جادون مثل جلبير الأشقر واصف بيات وعزمي بشاره نسيت مفاهيم العلوم الاجتماعية وانجرفت مع “روح الجماعات” لاستخدام مصطلحات المظاهرات في مؤلفاتها.


 


ربما بعد 20 سنة سنتمكن من التفكير العلمي الموضوعي في الربيع العربي… أما اليوم فالصراخ الأجوف بين مؤيدي الربيع ومعارضيه يعيق أي تفكير نقدي.


 


 


 

Exit mobile version