مقالات

خدعة عبدربه وحكومته وانعقاد مجلس النواب بسيئون..

 


لم تشهد مدينة سيئون الآمنة المطمئنة منذ عقد طويل من الزمن مثل هذه الفوضى العارمة والترتيب المخبوط الذي خبط المدينة والبلاد والعباد معه، بمناسبة مجيء عبدربه منصور هادي وحكومته، وأعضاء مجلس نوابه الموقرين العايشين في فلل وفنادق تركيا والقاهرة والرياض، حيث الانفجارات وتحليق الطائرات الهليكوبتر ليل نهار وهي تدوي في سماء المدينة بصوتها الوعر، وكأننا في استعداد لحرب قادمة، والتشديدات الأمنية وإغلاق الشوارع والتفتيشات، وعبور الدشكات، وسيارات الأطقم العسكرية ليل نهار، لا يبالون ولا يكترثون لأي أحد، كأن لا أحد يمشي في الشوارع إلاّ هم، لا تدري من يقف خلفهم ويحميهم ليفعلوا ذلك كله، غير مبالين لأي شيء هل هو التحالف أو قوة الحماية الرئاسية أو المنطقة العسكرية أو… أو… الخ.


 


لنبدأ أولاً من الناحية العسكرية فأمام مرأى ومسمع الجميع وقع انفجاران لتدمير طائرتين حربيتين بلا طيار يقال بأنهما حوثيتان، الأولى بعد صلاة الفجر والثانية قبيل المغرب، انذعر واهتز لوقوعهما كل من في المدينة، نزعوا بذلك السكينة والطمأنينة التي تعودها الناس في أحيائهم وبيوتهم، ومما يشاهده الجميع أيضاً عبور الأطقم العسكرية بسرعات جنونية في شوارع المدينة وعدم الاكتراث لعبور طفل صغير أو كبير في السن أو شاب أو امرأة؛ وحصلت في ذلك حوادث في أماكن متفرقة بالمدينة بعديد شوارع، وحذر العديد من الشخصيات الاجتماعية في مواقع التواصل الاجتماعي من السير في الشوارع الرئيسية بشكل دائم، ومحاولة السير في الشوارع الفرعية بقدر المستطاع لتجنب حوادث سرعات أطقم حماية جيش علي محسن وعبدربه والوزراء والشلة التابعين لهم.


 


من الناحية التعليمية أغلقوا أهم ثانوية تعليمية للبنات بسيئون وهي الثانوية الوحيدة على مستوى المدينة والمدن المجاورة لها (ثانوية باكثير للبنات) بداعي احتضانها لأطقم عسكرية ومضادات صواريخ، وغير ذلك من الهرج العسكري لاحتضان الحدث الكبير لوصول عبدربه وحاشيته.. يالله إنها الثانوية فتحت بعد إغلاق لفترة أكثر من شهرين بسبب إضراب المعلمين، حتى الامتحانات الفصلية تم إلغاؤها بسبب أنهم لم يكملوا المنهج ومواصلة إكمال المناهج الدراسية، حتى جاءت الأوامر العسكرية بتحويلها معسكراً مؤقتاً لحماية مجلس النواب.


 


من الناحية الخدمية تم إصلاح العديد من الطرق الرئيسية المهدمة والوعرة والتي طالما انتظر المواطنون سنين وأعواماً لإصلاحها وترميمها بالأسفلت ونظافتها وتحسينها، لكن أول ما سمعنا أن عبدربه قادم وحكومته ونوابه الكرام تم الإصلاح والترميم والتزيين والنظافة لها ليل نهار، وكل شيء على ما يرام، حتى الاستغراب عمّ المواطنين برؤية عمل المقاولين والعمال ليوم الجمعة التي لم تعهد المدينة عملهم في هذا اليوم.


 


ومن الناحية الخدمية أيضا تم توفير المشتقات النفطية لجميع المحطات الحكومية والخاصة المعدومة منذ أيام في جميع مدن وقرى وادي حضرموت.


 


من ناحية السير والتنظيم، ما شاء الله تبارك الله، انتظم رجال المرور في الجولات والشوارع والأماكن المزدحمة لتنظيم الشوارع والسير فيها بالشكل الصحيح، حسب اللوائح المرورية، وانتظم أيضاً رجال الجيش والأمن في التفتيش والسهر لحماية المواطن في النقاط الأمنية من غير كلل ولا ملل، لكن لو رأى من سكن المدينة أو يتابع أخبارها لشَابَ شعره من المصائب والاختطافات والاغتيالات التي تقع بين فترة وأخرى من غير رقيب ولا حسيب.


 


منع الشباب والرياضيين من إقامة أنشطتهم الرياضية، وإيقاف العديد من الأنشطة المرتبطة بذلك بداعي وصول عبدربه ونوابه إلى المدينة، وذلك أن المنطقة التي تقع فيها الملاعب الرياضية لغالب أندية وفرق المدينة تقع بالقرب من دار الرئاسة والمجمع الحكومي والقاعة التي ستحتضن جلسة النواب.


 


أخبرني أحد الأصدقاء أيضاً بأنه تم إخلاء البيوت من ساكنيها القريبة من المجمع الحكومي مكان انعقاد جلسة مجلس النواب وذهابهم إلى الفندق الذي يريدون أن يسكنوه على حساب الحكومة بأي مبالغ كانت.


 


وعند اليوم الأول لانعقاد أولى جلسات البرلمان ووصول عبدربه ونائبه وحكومته تم إغلاق الطرقات وانتشار نقاط التفتيش في الشوارع الرئيسية والعامة، ومنعوا بذلك المواطنين العزل من الانتقال لقضاء احتياجاتهم، ومنعوا المزارعين الذين يأتون من الوديان الزراعية المحاطة بالمدينة من الدخول للأسواق لبيع ما تجنيه أراضيهم من المحاصيل الزراعية لدخلهم اليومي، ومنع الكثير والكثير من الناس لمزاولة أعمالهم وفتح محالهم التجارية بعد أن عمّ الخوف والذعر كل أبناء المدينة بسبب كثرة نقاط التفتيش وانتشار الجيش والعسكر في كل مكان لا ترى إلاّ عيونهم، وتحليق الطيران فوق سماء المدينة، وتفاجأ الناس من فجر هذا اليوم بعرض صور كبيرة وبنرات عريضة في شوارع المدينة ترحيباً وإجلالاً بقدوم عبدربه والنازحين معه من الرياض.


 


ولا ننسى أيضاً تم خطف وقمع الكثير من الشباب وخصوصاً من يحمل علم الجنوب، أو من يجاري العسكر المنتشرين، أو من يتحدث معهم بتلكؤ أو غير ذلك.


 


أيّ مهزلة نعيشها، وأي استخفاف بعقول ساكني هذه المدينة الآمنة حتى يستدرجوهم بهذه الأعمال الدرامية التي عشنا وشبعنا منها كذباً وتضليلاً، خديعة فاضحة يعيشها أبناء هذه المدينة من بعد خبر قدوم مجيء عبدربه منصور هادي وحكومته الموقرة وأعضاء مجلس نوابه.


 


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى