مقالات

هادي الانتحاري

 


يحيط الإصلاحيون بهادي من كل جانب، وفي أحيان كثيرة يبدو كأنه الدندول خاصتهم. لكن هادي، في الأخير، هو دندول نفسه.


الرجل المحاط بالإصلاحيين من كل جانب يدير بلاده بطريقة انتحارية. هو في الأساس ترك بلاده في طريق السيل ولم يلتفت إلى الخلف. بقي طوال الوقت محاطا بالإصلاحيين من كل جانب. يتصدع البلد يوما وراء يوم، وهادي يحيط به الإصلاحيون من كل جانب. لم يحدث أن غضبوا من سلوكه فتركوه، ولم يقفوا في مواجهة عبثه فطردهم.


بقى هادي كما هو، يخرب بلاده محاطا بالإصلاحيين من كل جانب. في الخرابة الكبيرة يهندس الإصلاحيون مايكروجمهورية تخصهم، مستفيدين من عزلة هادي عن كل شيء ومن كونهم الفئة الوحيدة التي تحيط به من كل جانب، وتلبي مشروعيته. لو هجروه سيصبح عاريا، لكنهم لن يفعلوا ذلك. فهو المن والسلوى لجماعة هبط “الحزب” فيها لأدنى درجاته في السنوات الماضية.


بماذا يشيرون عليه طيلة الوقت؟ الله والشيطان يعلمان ذلك، هما فقط. يحيط الإصلاحيون بهادي من كل جانب ويتفكك البلد إلى ألف مزقة ومن الجناية القول إن تلك هي فعلة هادي بمفرده. لماذا لا يطلع النهار على هادي وقد أصبح رجلا بالغا يعي المسؤولية والخطر؟ ألأنه محاط بالإصلاحيين من كل جانب، أم لأنهم يجردونه من وعيه وبلوغه حتى يسهل عليهم استخدامه؟


إذا كان الإصلاحيون يحيطون بهادي من كل جانب، وكان هادي يفكك بلده بسرعة انتحارية فإن الإصلاحيين هم من يرتكبون جريمة التخريب العظيم التي نشاهدها في وضح النهار وتبدو كما لو أنها بلا فاعل.


أو هم أحد كبار الفاعلين التاريخيين..


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى