فيما يتعلق بخارطة الصراع ، يجب أن نتذكر أن النزاع المسلح في اليمن والمستمر منذ خمس سنوات ، كان بين طرفين لهذا الصراع من جانب أنصار الله والجيش الموالي للرئيس السابق علي عبد الله صالح و القبائل الشمالية .
من ناحية أخرى ، كانت هناك قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي ، الذي يتم دعمه على الأرض ومن الجو من قبل قوات التحالف العربية بقيادة المملكة العربية السعودية .
الان تغيرت خارطة الصراع .
اضف الى هذين الطرفين يوجد في اليمن ، عدة اطراف منهم متشددون من تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية والجماعات الإرهابية التابعة للدولة الإسلامية و الافغان العرب التابعة لحزب التجمع اليمني للاصلاح .
وهناك أيضا قوى مسلحة من “الحراك الجنوبي” الذين يطالبون باستقلال المحافظات اليمنية الجنوبية منذ عام 2007 ، و تنظيمات اخرى تابعة لدولة قطر و تركيا . هذا الوضع ساعد تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية في تعزيز موقعهما و لم يحدث هذا من قبل في اليمن.
اني ادرك بوضوح أن مشاركة القوات الاجنبية في النزاع قد تسبب في تأزم الوضع في اليمن إلى الحد الانفلات الامني . بالرغم من المستوى العالي من المعدات التقنية التي تمتلكها قوات التحالف الا انه لم يحقق بعد النتيجة المرجوة.
والسبب في ذلك ، كما أرى ، يوجد سببان :
الاول ، هو افتقار التحالف الى حلفاء في الداخل اليمني ” الشرعية ” تمتلك الاحترافية في العمل العسكري و السياسي ، مع انخفاض مستوى أو عدم وجود التنسيق المناسب فيما بينهم .
هذا ما وقع فيه من قبل القوات المصرية الداعمة للنظام الجمهوري في صنعاء ، بعد ثورة 26 سبتمبر 1962 .
اما لجوء المملكة العربية السعودية و الامارات العربية المتحدة لجذب المرتزقة ، شيئ طبيعي ان المرتزقة سوف يرفضون في العديد من الحالات المخاطرة بحياتهم والقيام بعمليات فعالة .
و المضحك و المؤسف ايضا هو ان ، اليمن ، الى وقت قريب كان مصدر للمرتزقة الى افغانستان و البوسنة و في افريقيا .
ثانيا ، بعد ان عزز الحوثيون سيطرتهم على شمال اليمن. منذ مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح ، وهو حليف سابق للحوثيين ، لا يوجد الان منافس يمني واحد واضح لتحدي حكم الحوثيين في شمال اليمن .
لذا قدم الشماليون التأييد و الولاء عمليا للحوثي ، مع الحفاظ على تحالفهم مع الشرعية “صوريا” والاستفادة من الاموال المتوفرة لدى الشرعية .وظلوا أذرع للحوثيين في صفوف الشرعية .
هذه الاذرع الحوثية من حزب الاصلاح الى المؤتمر الشعبي الى القادة العسكريين من اصول شمالية ( اقرأ الشكوى التي قدمها الضباط المصريين الى القيادة المصرية في القاهرة ، على أثرها شكل عبد الناصر لجنة برآسة عبدالحكيم عامر و انور السادات الى اليمن و هذا شبيه بما يحصل الان في اليمن ) .
عمل هذه الاذرع تفتيت الشرعية ، و تمزيقها الى جماعات منها ماهي مسلحة و غير مسلحة ، بما في ذلك المتطرفون الإسلاميون (المتطرفون الإسلاميون استخدمهم حزب الاصلاح في غزو الجنوب 1994 و الشيخ عبدالوهاب الديلمي يعرف ذلك ) ، هذا للاسف يحصل فقط في المناطق تابعة للشرعية ، او ما يسمى المناطق المحررة من البلاد .
هذه الاذرع الحوثية الشمالية تقدم الرؤى المتناقضة و المتنافسة لتلك الحركات والتنظيمات السياسية التابعة للشرعية من أجل خفض مستوى التنسيق المناسب بين قوى الشرعية من جانب و خلق الفتنة بينهم من جانب آخر.
في الاخير ستمنى الشرعية بهزيمة نكراء . الكل يعرف ان المجتمع الدولي و منهم الولايات المتحدة الامريكية و بريطانيا ، وتحت امر الواقع و الضغط الدولي سوف يتغير موقفهم ، وهذه حتمية التاريخ .
صحيح للسعودية و الامارات ودول مجلس التعاون و كذا اليمن الجنوبي مصالح استراتيجية و حيوية .
منها الممرات المائية و المواني و نقل نفط و غاز الخليج الى بحر العرب من دون المرور بمضيق هرمز الذي تهيمن عليه ايران ، هذه المصالح مشروعة و ممكن تحقيقها عبر القنوات القانونية .
نحن أمة واحدة ، نحن لا نرفض ، حتى اخواننا الشماليين ، هم سيكونون خير ايدي عاملة في جنوب اليمن في المستقبل .
نقصد فك الارتباط هو اعادتهم الى بلدهم العزيزة الجمهورية العربية اليمنية و ترتيب اوضاعهم هناك و مساعدتهم و تسليحهم للقيام بالملاحم البطولية ضد العناصر المتحالفة مع ايران و التي تطلق الصواريخ على المملكة السعودية و الحفاظ على مذهبهم السني من الذوبان في مذهب آخر .
نعرف ان هذا في استطاعتهم .
نذكرهم بدورهم البطولي أيام الجبهة ، حرب المناطق الوسطى ( تعز – إب – البيضاء – ذمار – ريمة و غيرها ) و التي أنهكت على عبدالله صالح .
و نقول لسعادة سفير المملكة العربية السعودية السيد محمد آل جابر ، أحيى تلك العظام وهي رميم ، التي قادة حرب المناطق الوسطى مثل ( الحزب الديمقراطي الثوري ، و منظمة المقاومين الثوريين ، و حزب الطليعة الشعبية ، و حزب العمل اليمني ، و اتحاد الشعب الديمقراطي ) و إعادة ارسالهم الى الجمهورية العربية اليمنية ، للعلم النظرية الشوعية و الاشتراكية قد انتهت و بلا رجعة.
ولا تنسى سعادة السفير السيد محمد آل جابر ، حرب الحوثة بدأت من صعدة مع السلفية في الدماج نصرة للمذهب الزيدي ، لماذا لا نداويها بالتى كانت هى الداء ، و نرفع شعار الجهاد ضد الاثناعشرية الحوثية – الايرانية نصرة للمذهب الزيدي مذهب كل قبائل شمال الشمال.
فكر ؟ هذه رسالة للسفير السعودي .
عبدالناصر اخطأ عندما تأخر في الانسحاب من اليمن فلم يستطيع ان يقيم نظام جمهوري في اليمن و لا يحافظ على سيناء ، التى فقدها في حرب 1967 .
لهذا فك الارتباط الان هام جدا واعادة ترتيب الاوراق في الجمهورية العربية اليمنية و القضاء على اللوبي الايراني فيها و هنا عدة طرق .. .
و الله الموفق و يحفظ الله اليمن من كل بلاء (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ) .