ما حدث في مأرب لا يختلف، من حيث المضمون، مع أحداث حجور. الفارق أن الحوثي تحرك بمليشياته.. فيما الإصلاح تحرك بأدوات وغطاء الشرعية.
والواضح أن كل طرف يحاول ترتيب أوضاعه في المناطق الواقعة تحت يده، وتصفية معارضيه والقضاء على ما يصنفها “بؤر لمقاومة مشروعه”.
وهي في الحالتين مشاريع خاصة لا تلتقى واليمن الجمهوري أو حتى الاتحادي.
يرى كوادر الإصلاح مأرب “إقطاعية خاصة”! وإذا انتقدت سياسات الحزب في المحافظة فيجيبوك بصوت واحد (مأرب من احتضنتكم)!؟
مأرب جزء من اليمن كما عدن صنعاء والحديدة، وانتقاد أي خطأ لا يعني العمل لصالح الحوثي أو التآمر على الجمهورية.
ولو أن الإصلاحيين استنفروا سياسيا وإعلاميا لحماية صنعاء في 2014 كما يفعلون في مأرب لما وصلنا اليوم إلى قعر الهاوية.
وللتذكير وقع الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام اتفاق تحالف سياسي بسيئون (هكذا تحدث الإعلام)، لكن حزب الاصلاح لا يقر أي وزن لهذا الاتفاق ويرى قناة “اليمن اليوم” منبرا لقياس مواقف المؤتمر “قادة، قاعدة”، ومسوغا لشن الحملات عليه! في اعتراف صريح أن الاتفاق لايقدم ولا يؤخر، وأن لا مؤتمر إلا مؤتمر صالح.. ولا قناة للمؤتمر إلا “اليمن اليوم”.
في رأيي.. لا داعي لكل هذا الصراخ الذي يثيره البعض في شبكات التواصل بين فترة وأخرى.
الأشقاء والأصدقاء هم الضمانة الوحيدة الآن لوحدة الجغرافيا اليمنية.. ولن يكافئوا اليمنيين ومقاومتهم للمشروع الإيراني منفردين منذ 2003م، وبدعمهم واسنادهم بعد 2014 بتجزئته ومنح نصف مساحته وشريطه الساحلي وغالبية كتلته البشرية لإيران على طبق من ذهب، هذا ضرب من الهراء.
فالملاحظات على التداخل بين الشرعية واخوان اليمن..
وأداء الأولى وتماهي الأخيرة مع محور “قطر، تركيا” وفق حسابات إقليمية لا وطنية، لا يعالج بالتهجم على الإمارات والارتماء باحضان طهران، بل بقطع الحبل السري مع التنظيم الدولي وتصحيح أداء الشرعية وانفتاحها على المكونات الوطنية بما فيها الانتقالي (الجنوبي).
وكما لاحظنا ضغط المجتمع الدولي والأمم المتحدة لوقف معركة تحرير مدينة وموانئ الحديدة، بعد أن كانت القوات المشتركة قد أحكمت قبضتها على الأحياء الجنوبية والشرقية والشمالية للمدينة بدعاوى التكلفة الإنسانية للحرب في المدينة، وسلامة ممرات الإغاثة ل 70% من اليمنيين في مناطق سيطرة المليشيا.
والآن وبعد إعلان برنامج الأغذية العالمي تعليق انشطته في مناطق سيطرة المليشيا جراء فساد المليشيا ونهبها الغذاء من أفواه الجوعى، ما هي الحجة لدى الأمم المتحدة لاستمرار الضغط على القوات المشتركة لوقف المعركة؟
لقد قوضت مليشيا الحوثي مفهوم الامن القومي اليمني وقادت سلاح وعتاد الدولة اليمنية ومقراتها لمحرقة كبرى لم تحدث في التاريخ البشري.
فقد أجهزت على المؤسسة العسكرية بتشكيلاتها المختلفة (برية، بحرية، جوية) وقوات حرس جمهوري ووحدات خاصة كانت تصنف بالاقوى في المنطقة.
كما دمرت اسراب الطيران بانواعها “حربي، عمودي” والسفن والزوارق الحربية ومنظومات الدفاع الجوي والبحري.
وها هي تأتي اليوم لتصور لاتباعها المغفلين معرض الخردة الايرانية المهربة، وتسوقه كسلاح ردع وإنجاز يستحق التصفيق!!
ولمغفلي المسيرة (الحوثية) نقول إن القطع الايرانية المهربة التي عرضت في معرض الخردة، ليس سلاح دولة ولا أسلحة دفاع ولا قوة ردع استراتيجية ولا حتى تكتيكية، ولا يحزنون، هذه الطائرات تباع في محلات لعب الأطفال حول العالم، وما يفعله الإيرانيون هو تطويرها لزيادة قوة المحرك ومعدل الطيران، أما الحوثي فلا يجيد إلا التفخيخ.
انها فكرة مكررة للأحزمة والسيارات المفخخة التي استخدمها داعش والقاعدة، وهي استراتيجية وأسلوب عمل المنظمات الإرهابية وليس الدول والجيوش النظامية ولا تبنى عليها قاعدة للردع.
وستجدون نسخا من هذه الخردة على طول مناطق الفوضى وصراع المليشيات في المنطقة من حشد الشيعية وحتى قسد الكردية.