عدن عاصمتنا لنرتقي بها

 


لكل من أزعجه إعلان تكتل لأبناء عدن , تكتل اجتماعي وثقافي يسهم في الحفاظ على تاريخ وارث عدن , يحافظ على مدنيتها ونسيجها الاجتماعي المتنوع, يتصدى لكل مؤثرات العصبة والمناطقية وبث روح الكراهية, والعبث بمعالم وتراث وتاريخ وعراقة هذه المدينة الكونية, التي كانت ولازالت قبلة للزائرين من كل ربوع الوطن والمعمورة, المركز التجاري والاقتصادي الهام شريان النهضة والتطور والازدهار, عدن التي تلفظ المناطقية والعنصرية  ذراعيها مفتوحة للجميع لا تهتم بأعراقهم وجنسياتهم وعقائدهم وانتماءاتهم.


المهم هو احترام عدن وعدم التطاول أو العبث بإرثها وتنوعها وفسيفساءها الجميلة, احترام النظم والقوانين والعلاقات في عدن, احترام حقوق واستحقاقات عدن وأبنائها, ما لهم وما عليهم, في الوظيفة العامة وإدارة شئون مدينتهم.


مشكلة عدن الرافضون الاندماج في مجتمعها المدني والتعايش مع أيقونتها, هم المنزعجون اليوم من كل من يتغزل بعدن ويفتخر بنسيجها المتنوع بكلمات, كما قال الزميل وديع أمان هم الذين سكنوا عدن ولم تسكنهم بعد, أي لم تغير في عقليتهم ولم تروض عصبيتهم ولم تصبغ ثقافتهم بعد, يعيشونها بقرويتهم وثقافتهم وعصبيتهم, فلتكن عاصمة, وللعاصمة صفاتها ومميزاتها وأثرها وتأثيرها الثقافي والسياسي والفكري بل ودورها الاقتصادي, عاصمة ترتقي بنا والوطن.


عدن مدينة ومجتمع مدني مثقف, لا قبيلة له ولا عشيرة ولا عصبة تحكمه, يحكمه النظام والقانون أي حاضنة الدولة, وتتميز عدن منذ قرون بالدولة والمؤسسات والتشريع والتعدد السياسي والثقافي, بل بالديمقراطية والانتخابات والبرلمان, حينما كان الجوار مجموعة من البدو والرحل, والعشائر والقبائل المتناحرة, عدن سباقة بكل وسائل التطور والنهضة والحياة السياسية والاجتماعية, مركز تبلور ونشأة الحركة الوطنية والثقافية والسياسية والنقابية في المنطقة.


عدن تاريخ عريق, لم يشوهها غير صراعات مرحلة الانغلاق الأيدلوجي والتسيد القبلي, مرحلة عدن ضحيتها أغلقت فيها عدن وفقدت دورها الاقتصادي والتجاري في المنطقة, وهجرتها العقول والكفاءات والمؤهلات.


غيبت عدن عن دورها الطبيعي كمركز تجاري ومنطقة اقتصادية ونقطة وصل يربط العالم, أتاح هذا الغياب المجال لمواقع أخرى هي اليوم مراكز مهمة في العالم, وأين هي عدن؟.


لا تريد عدن الاعتذار والتعويض, بل تحتاج لمستوى راقي من الوعي, يوقف العبث بها أرضا وإنسان, تاريخ وحاضر.


السؤال الذي يكرره المغرضون من هم أبناء عدن, بل ذهب احد طحاطيح هذا الزمن الرديء ليقول لا أصل لعدن, كل من مسقط رأسه عدن هو ابنها, فسكنته عدن وأندمج في مجتمعها وتعايش مع أيقونتها, وصار جزءا رائعا من فسيفساءها, خدمها وخدمته, تأثر فيها واثر بها, يسعد بسعدها, ويتعس بتعاستها, لا صوم له برمضان سوى في عدن, لا عيد سعيد سوى في عدن, لا انتماء له غير عدن, هي ملجئه ومحميته ولأجلها يستميت ويدافع, عدن بالنسبة له هوية وشخصية.


تستقبل عدن الكثير, ممن يأتيها طلبا للعلم والعمل, ويدخلها وهو يحمل حقيبة ملابسه وكتبه, وأخر يأتيها طلبا للفيد والسطو والعبث يدخلها بسلاحه ومسلحيه, هناك من يندمج بنسيج عدن, وأخر يظل مرتبطا بمنطقته وقبيلته وعشيرته هي ملجئه  في الأزمات واصطفافه في المحن, وينسون عدن, والبقية يعرفها كل من يعيش اليوم في عدن ويتلمس أوجاعها ويشاهد تشوهات وجهها الحسن, مع كل الشكر والتقدير لجهود القيادة ورجال الأمن الذي يعيدون لعدن رونقها ويزيلون من على جسدها التشوهات, لترتقي عدن ويرتقي الوطن, مع مطلبنا عدن دون سلاح ومسلحين خارج إطار الدولة.


 


المقال خاص بـ”يمن الغد”


 


 

Exit mobile version