الدوحة والإخوان.. إرهاب في حالة تلبّس
الإعلام الإخواني – القطري يمر بحالة من الهيستريا التي يحاول من خلالها أن يهرب من طوفان الفضائح الذي يلازمه بالوقوع أكثر وأكثر في مستنقع الأكاذيب التي يحاول بها عبثاً الوقيعة بين أطراف التحالف العربي الرباعي « الإمارات ومصر والسعودية والبحرين» أو ترويج عصابات الإرهاب المرتبطة عقائدياً بالإخوان، ومالياً بقطر.
حالة الهيستريا التي تنتاب الإعلام الإخواني ــ القطري لها أسبابها، موسم الفضائح الذي تعيشه الجماعة الإرهابية وتنظيم «حمد وحمد» يبدو موسماً ممتداً، وسط هزائم متلاحقة منذ سقوط الحكم الإخواني لمصر، وحتى انتصار الشعب السوداني وإنهائه لثلاثين عاماً من عربدة الإخوان، وتأهب شعب ليبيا وجيشها لضرب آخر معاقلهم في العاصمة طرابلس.. وسط هذا كله تتلاحق الفضائح وآخرها فواصل «الردح» بين أفراد الجماعة الإرهابية على مسرح إسطنبول حول سرقة زعماء العصابة لأموال التنظيم المدعوم من قطر وتوزيعها على الزوجات والأبناء، بينما الشباب المخدوعون يتسولون ليعيشوا في تركيا ولو على الكفاف!!
وكالعادة كانت محاولات التغطية على الفضائح هي المنهج المتبع، وكما حدث في قضية «خلية الكويت» الإخوانية، كان حرص عصابة الإخوان وشريكتها عصابة «حمد وحمد» على إثارة الضوضاء بشأن قضايا كاذبة، والتعتيم الكامل على جرائم «الإخوان» وبدء البحث الجاد عن مصادر تمويل إرهابهم الذي لم يستثن دول الخليج العربي.
ولم تكن مصادفة أيضاً أن تتوالى الوقائع التي تفضح تورط النظام القطري في الإرهاب، الهزائم المتكررة وضعت الدوحة تحت ضغط متزايد، وحالة الهيستريا جعلتنا أمام إرهاب في «حالة تلبس»!!
في ليبيا تم ضبط الأسلحة المملوكة لقطر في أيدي الإرهاب الإخواني ــ الداعشي الذي يحاول تعطيل زحف الجيش الوطني الليبي لاستعادة العاصمة طرابلس من أيدي عصابات الإرهاب.
وفي إيطاليا، كانت مفاجأة انتقال الإرهاب القطري إلى أوروبا، وبالمستوى الذي يسمح بانتقال صاروخ متطور تملكه قطر إلى أيدي عصابات من اليمين النازي!!
ثم كانت الفضيحة الكبرى في الصومال، ومع كشف الستار عن المحادثة الهاتفية بين سفير قطر هناك ورجل الأعمال كايد المهندي والتي تؤكد صلة قطر بعصابات الإرهاب، ورضاها عن التفجيرات التي أودت بحياة المواطنين الصوماليين من أجل مصالحها، كما أوضح رجال قطر في مقديشيو!!
على طريق الإخوان يسيرون، وطريق الإخوان لا يعرف الاعتذار عما ارتكبوه من جرائم، ولا يتخلى عن «اليقين الكاذب» بأنهم دائماً على حق.. حتى وهم متلبسون بتاريخ طويل من الاغتيالات وتدمير الأوطان، ومن خداع الناس باسم الدين، ومن التآمر مع أعداء الأمة منذ أن بدأوا نشاطهم في أحضان الاستعمار الذي ادعوا أنهم يقاتلونه، وحتى أصبحوا الغطاء لكل المخططات التي تستهدف العروبة والإسلام.
والأسوأ أن رد الفعل عند قطر والإخوان هو المزيد من حالة الهيستريا التي تحيل إعلامهم إلى أبواق للردح والتحريض، وتدفع سياستهم للمزيد من التخبط في منطقة لا تحتمل المزيد من «ألاعيب الصغار» التي تمارسها الدوحة منذ استولى «حمد وحمد» على القرار القطري واستولت عصابة الإخوان على مراكز التأثير في الدولة القطرية لتضعها في خدمة الإرهاب ومن أجل تنفيذ مخططات إثارة الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة.
مع كل فضيحة جديدة تزداد حالة الهيستريا، وتتضاعف المخاوف الإخوانية ــ القطرية من أن تكون المهمة قد قاربت على الانتهاء (!!) ولأن الطريق باتجاه واحد فليس هناك إلا المزيد من الأخطاء والخطايا، وليس هناك إلا التخبط مع سياسات تفتقد للعقل، وإعلام يفتقد للمصداقية، وإدارة للحكم لم تعرف إلا طريق التآمر الذي ظنت أنه سيمنحها النفوذ والمكانة، فوضعها في قفص الاتهام.
بالأمس.. كانت هناك خطوة أخرى تفتح باباً ظل موصداً لسنوات، دعوى قضائية في بريطانيا تتهم قطر بتمويل ودعم «جبهة النصرة» في سوريا، وتحملها تبعات هذا الدعم وما جره من ويلات على سوريا وشعبها الشقيق. اعترافات حمد بن جاسم وحده تكفي دليلاً للإدانة، فلننتظر المزيد من التخبّط القطري والهلوسة الإخوانية، والمزيد من ضبط الإرهاب في «حالة تلبّس»!!