استحضار أحداث 1986 من قبل البعض وإسقاطها على ما يجري اليوم في عدن هو محاولة للقفز على ما شهدته اليمن من أحداث منذ ذلك التاريخ، وكأن الزمن توقف عند تلك الأحداث.
شهد اليمن وحدة وحروباً وانقلابات وبروز قوى واختفاء أخرى، وتكونت مصالح أعادت الفرز على نحو أصبح معها الحديث عن 86 نوعاً من التهريج والهروب من استحقاقات القضايا التى برزت على السطح إلى تهويمات لا تقدم أي دليل على أن من يفسرون المسألة بهذه السطحية إنما يغترفون من بركة آسنة لا تفيد في تقييم الوضع بقدر ما تقدم تبريراً للقوى التي أوصلت الوضع إلى هذه الكارثة.
لا بد من قراءة ما يجري في عدن بصورة لا تفصله عن كل الأحداث التي شهدها اليمن باعتبارها تجسيداً للفشل الذريع لنظام سياسي أفرزته الحرب وسفك الدماء، ومنه ومن غيره من الأنظمة التي سادت اليمن بقوة السلاح لا بد أن نأخذ العبرة أن المنتصر الذي يأتي إلى السلطة بالدم يغادرها بالدم.
متى سنقف أمام تجاربنا الكثيرة لنقرأ هذه الحقيقة بوعي وبإدراك أنه لا خيار غير الحوار والعودة إلى الناس لتقرير خياراتهم، وإلا فإن الدم لن يتوقف.