لم يتلقَ قائد عسكري هزائم وانكسارات في المعارك التي يخوضها وفضائح مالية في ما يتعلق بالوحدات التي يقودها وينشئها كما تلقى ذلك الفريق علي محسن الأحمر؛ الفساد المالي والإداري الذي كان يتحكم بفرقته الأولى مدرع وعدم وجود أفراد فيها وتحولها الى جيش وهمي يتكرر في الجيش الوطني؛ فساد علي محسن ومن معه جعله جيش مشلول ضعيف عاجز لا يثق في نفسه مطلقاً.
يكفي علي محسن الى حد الآن؛ عليه مغادرة المشهد؛ ولو كان يحترم نفسه لكان انتحر على الأقل سبع مرات؛ إحداهن شنقاً بعلم الجمهورية؛ لكن هذا الانسان مثل الربل؛ ما يقطع فيه قاطع؛ المهم عنده الكشوفات الوهمية وإمبراطورية فساد يرعاها وناشطين مدفوعين يمدحونه وجماعة تؤيده وطز في الشعب والبلد تحرق بقاز.
يُعيق علي محسن أي محاولات اصلاحية داخل الجيش الوطني؛ بل ويسعى لتعميق الفساد فيه وتعيين المحسوبين عليه في كل مفاصله؛ وهذا يفسر نوم بعض الجبهات لسنوات والفشل الذريع في مواجهة الحوثيين.
ساهم محسن والرئيس السابق صالح في اسقاط المؤسسية والتراتبية والانضباط العسكري داخل الجيش اليمني؛ عبر تعيين الاقارب والأولاد والأنساب وأبناء المنطقة؛ جاعلين ولاء وحدات الجيش موزع بين عدة ولاءات؛ شخصية وطائفية ومناطقية؛ وبأقطاب متعددة؛ ما أسس لانقسامه في ٢٠١١م ودخوله حلبة الصراع الساسي مؤدياً في الأخير الى سقوطه وسقوط الدولة اليمنية بيد جماعة الحوثي السلالية؛ ولو بقي الجيش مؤسسة تحظى باستقلالية ولو محدودة؛ وانضباط عسكري وأكاديمي؛ وتُحترم فيه معايير الكفاءة والأقدمية والتراتبية؛ كما هو داخل الجيش المصري مثلاً؛ لما انهارت الدولة والمؤسسة العسكرية في اليمن؛ ولتدخل الجيش في اللحظات الصعبة وعزل القيادة السياسة والرئيس؛ وصنع غيرها وحمى البلد من التمزق والانهيار؛ ولو كان ذلك على حساب الديمقراطية وحقوق الانسان والحريات العامة؛ لكن على الأقل ليبقى هناك وطن لملايين اليمنيين؛ ثم نخوض مع الجيش معركة إصلاحات وانتزاع حقوق ولو على مدى عقود.
لكل انسان زمن؛ وزمن علي محسن انتهى وعليه المغادرة؛ طالبناه مراراً بل وطالبه الزمن نفسه والهزائم التي مني بها ان يرحل بكرامة؛ لكن يبدو أن الرجل يبحث عن مهانات أكثر وأكثر؛ بل وصل الى درجة من تبلد الأحاسيس حتى انه لم يعد يخجل من الإقامة في دولة اخرى لأكثر من اربع سنوات؛ لأنه لا يثق في البقاء في منطقة داخل اليمن يسيطر عليها جيشه؛ لادراكه ان هذا ليس جيش وقد يخترق بسهوله ويبيعه احدهم بالرخيص.
الفرق بين صالح ومحسن أن الأول بكل فساده وأخطائه وجرائمه كان لديه كرامة وعزة نفس وفضل ان يخوض معركته الأخيرة للنهاية؛ بينما الجنرال استمرأ الهزائم والانكسارات والذل؛ وبات ينفض الغبار عن بنطلون هادي في احدى جلساتهم بحسب شاهد عيان اخبرني بذلك؛ علي محسن يتمسح بأقدام هادي الذي بالأساس هو من صنعه وقدمه لصالح؛ تركيبة عجيبة من القدرة على الابتذال والمهانة والرخص دون اضطرار؛ فبإمكانه العيش بكرامة؛ وسيبقى رمز جمهوري بكل كوارثه وأخطائه؛ لكنه يبحث عن المهانة حتى القبر؛ وليس كصالح الذي عاش بكرامته حتى آخر لحظة؛ وهذا هو ما جعل من صالح زعيم وما جعل من محسن مجرد لص ذليل؛ مع الإشارة الى ان محسن تميز عن صالح برفضه المطلق لمهادنة الحوثيين او التحالف معهم؛ ويظهر ان ذلك بدافع من بعد أيدلوجي في وعيه الباطن؛ بعكس صالح الذي لم يكن يحمل اي أيدلوجية دينية؛ ويمكن ان يتحالف حتى مع الشيطان من اجل مصالحه؛ لكنه ليس مستعد لمسح اقدام هادي او غيره ليبقى في منصبه؛ وليس مستعد لمغادرة بلده وتولي مناصب هي بالأساس ميدانية وفي دولة تخوض حرباً من غرفة فندق لخمس سنوات؛ وهذا هو الفرق بين صالح ومحسن؛ الأول بكرامة والثاني بلا.
اطالب الفريق محسن بالرحيل؛ ليترك فرصة لغيره؛ وليحل لوبي الفساد المسيطر على الجيش؛ وليدع غيره يقوم بعلملية إصلاح شامل؛ وليتقاعد الجنرال ليحافظ على ما تبقى له من احترام في نفوسنا؛ وليقوم بدور إيجابي في لم محبيه خلف القيادة الجديدة المفترضة؛ ولا يعيق اي تغييرات مهما كانت مؤلمة من وجهة نظره؛ وليترك الفرصة لمرحلة جديدة للدولة اليمنية والمؤسسات وبالأخص الجيش؛ يعاد فيها ترتيبها وفقاً لأسس حديثة ومعايير تحتاجها المعركة مع الحوثيين؛ فبقائه يشكل عائق أمام تبلورها؛ وفساده بل ووجوده يبرر لبقاء الفاسدين وكل التافهين في الدولة؛ فكل منهم يقول: ليش ما علي محسن ساكتين عليه؛ وليكتفي بما معه من ارصدة وثروة في الخارج؛ وليعيش كما البقية؛ وسنغفر له ماضيه وننسى مساوئة ونحملها على حسن النية وفقر المعرفة وانعدام الخيال والمشروع الوطني وغياب الرؤية الواضحة والعصرية؛ وننتهي من الحملة عليه ونفتح صفحة جديدة نذكر فيها محاسنة فقط؛ وليدع الشعب ومؤسسات الدولة والجيش يتنفس بدون فساد وكشوفات وهمية وتعيينات وترقيات من اجل المجاملات وتعزيز الولاءات؛ يكفي يا فندم علي بحجر الله؛ رحلك يا اخي رحلك؛ لو هو غيرك ان قد لطم نفسه بنفسه لما مات؛ بعد كل هذا الخذلان الذي حدث في وجودك وبأوامرك في كثير من الجبهات والمناطق القبلية التي ثارت على الحوثيين؛ وتسببت بغبائك وبمن يحيطون بك ويسجنونك وبعقليتك المغلقة على جماعة محددة في الكثير من النكسات التي عصفت باليمن ومؤسساته…. وتذكر ان هادي ما اختارك نائب له الا لأنك فزاعة لدول الإقليم والعالم؛ يقول هادي من خلالها؛ يا أنا يا هذا بكل ماضيه وعلاقاته بالمجموعات التي على بالي بالك ومش وقت الحديث عنها على أمل انك سترحل بناموسك؛ رحلك يكفي…. فرحيلك سيكون نقطة تحول إيجابية؛ وسيسحب البساط من تحت الكثير وأولهم فخامة المعتوه الكبير.