مقالات

مخالب الإرهاب تتجه إلى الحجرية

 


كان متوقعاً أن تحاول مخالب الإرهاب الإخونجي – القطري، أن تتنفس في تعز بعد أن خُنقت وفشلت في عدن.


 


لكن الغريب أن الجماعة هذه المرة اختارت وحشدها الشعبي، المناطق الأكثر أمْنًا وغير المرحب بها فيها، كالتربة ومناطق من الحجرية والبيرين، لإشعال الصراع ومحاولة التعويض لخسائرها في الجنوب واستعادة أنفاسها، فمنيت بالخسارة الثانية.


 


للأسف أزهقت أرواح الأبرياء في معركه خاسرة دخلتها الجماعة بحشد عسكري كبير، يشبه ما فعلته في المدينة القديمة بتعز قبل أشهر.


 


كانت التوجيهات من مرشد المقر لن نرضى بغير الحجرية بديلاً عن عدن.


 


وقديماً قال أحدهم: الحجرية هي ريف عدن، وهي شعلة الجنوب وذروة سنام الشمال.


 


لقد كان رهان الجماعة خَاسِرًا بكل المقاييس تحت يقظة أبناء ورجال التربة وأبناء الحجرية وبسالة اللواء 35 مدرع.


 


ربما تكون الفتنة قد مرت هذه المرة بوقت وجيز، لكن سيبقي التربص الإخواني بالحجرية وبالساحل وبالمناطق المحررة مُسْتَمِرًّا.


 


لقد فشلوا في كسب رقعة من الأرض باتجاه الحوثي، فراحوا يحررون المحرر ويجزئون المجزأ، يخدمون الأجندة القطرية، ويتماهون مع مشروع الحوثي يقدمون له كل يوم منحة مجانية وفرصة تلو أخرى.


 


ففي الوقت الذي كانوا يضربون فيه بالأمس كتائب أبو العباس في البيرين، كانت مليشيات الحوثي تضرب الكتائب من الناحية الأخرى كي تقع في كماشة حصار.


 


وليس هذا بغريب على جماعة الخيانة ديدنها، وحياكة الدسائس طبع مطبخها السياسي، وتلفيق الإشاعات ديدن مطبخها الإعلامي.


 


لقد خرجت الحجرية ومنطقة التربة تَحْدِيدًا من الفتنة، ولديها تجربة ستراكم عليها لصد الموجات الإخوانية القادمة، وأصبح المتذبذبون في حسم موقفهم تجاه الجماعة اليوم في مكاشفة مع النفس.


 


كنا بالأمس نحذر من أن وجهة الجماعة القادمة هي الحجرية واللواء 35، وكانوا يشككون في هكذا طرح ويصفوننا بالمغالاة، ويراهنون أن جماعة الإخوان ليست بهذا القدر من المكر والحمق أن تتجه صوب التربة.


 


لكن أحداث الأمس كشفت بعض مما يجهزون، وما يخزنون من الأسلحة لأجله، ولأجل معاركهم القادمة، لكنها حتما ستفشل، ولنا من دروس الجنوب عبرة ومنارة للاهتداء والسير في مقارعة مخالب الإرهاب الإخوانجي – القطري الذي يحاول توسيع جغرافيته، مهما كان الثمن والنتائج، وفشله في الجنوب سيجعل تعز والمناطق المحررة هي معاركه القادمة.


 


وهذا يتطلب مزيداً من التلاحم بين قوى المجتمع والجيش الوطني والأمن في مناطق الحجرية عموماً، لإحباط الموجة الثانية التي لن يطول أمدها، فالقوم مستعجلون لإثبات أنهم لا يزالون على قيد الأرض.


 


ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، وإن غداً لناظره قريب.


 


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى