حين كان يقول الرئيس السابق صالح: إن حزب الإصلاح يسعى للسلطة بأي ثمن، وإنه حزب لا يتورع عن فعل أي شيء في سبيل العودة للحكم والثروة، وإنه -بحسب صالح- من يعمل على إفشال الحكومة من داخل اللقاء المشترك “المعارض”، وإن الإصلاح ركب موجة الحراك بالجنوب لاستغلالها ضد المؤتمر الحاكم.. كنتُ، حينها، أستخف بكلام الرجُــل، وأقول: كيف لحزب خارج السلطة أن يتحمل فشل حزب حاكم؟ ولماذا لا يحق لحزب معارض أن يسعى للسلطة، فيما كل الأحزاب المعارضة بالعالم تسعى لذات الغرض، فما العيب في ذلك؟
إلى أن سقط القناع الذي كان يحجب عنا الوجوه الحقيقية للإصلاح وغير الإصلاح.
فالإصلاح بعد أن كان يقول في خطابه منذ عام 2011م: إن الجنوب تحت الاحتلال منذ حرب 94م وإن من حق الجنوبيين تقرير مصيرهم بأنفسهم -بل إن بعض رموز الإصلاح كانت تذهب إلى أبعد من ذلك حين كانت تقول: إن من حق الجنوب الانفصال واستعادة وضع ما قبل 90م.
فها هو اليوم –أقصد الإصلاح- قد أدار ظهره للقضية الجنوبية استدارة 180 درجة وبات يسخر ويقاتل من يدافعون عنها ويعتبرهم خداماً للحوثيين وللإماراتيين.
فعلى الجنوب اليوم -وفقاً لمنطق الإصلاح- أن يخضع صاغراً مهاناً لمشروع دولة الستة الأقاليم، هذا المشروع الذي صاغه هذا الحزب وشركاؤه قبل هذه الحرب بمعزلٍ عن مشاركة الجنوب وبصورة بلطجة سياسية طافحة في فندق موفنبيك بصنعاء، وأن كل جنوبي يخرج عما هو مرسوم له في مخرجات الموفنبيك، فهو انقلابي مليشياوي، وأن ليس من حق الجنوب حتى أن يكون له إقليم داخل الدولة اليمنية.
وفعلاً، كما قال صالح، فحزب الإصلاح قد استثمر اللقاء المشترك لمصلحته بشكل كامل، كما يهيمن اليوم تماماً على الشرعية، ويمرر من خلالها وباسمها كل ما يريده من قرارات وخطوات، بل لا ينفك من أكل الثوم باسمها عند كل أحداث عنيفة.
لو الجنوب يمكن إخضاعه واستضعافه بالطقم والدبابة، لكان طقم ودبابة غزوة 94م أشطر.
على صعيد آخر.. تحدثت قناة الحرة الأمريكية عن جهود أمريكية لإطلاق حوار بين السعودية والحوثيين، لتتبعها في اليوم التالي كبرى الصحف الأمريكية “وول ستريت جورنال” وتحدثت عن ذات الفكرة، بقولها إن الولايات الأمريكية والرئيس ترامب شخصياً تخطط لفتح مفاوضات سرية مباشرة بين السعودية من جهة والحوثيين من جهة أخرى لوقف الحرب في اليمن، بالعاصمة العُـمانية مسقط.
هل بدأت السعودية مبكراً بغرز الخنجر بظهر حزب الإصلاح بعد أن رشته بالتطورات الأخيرة بالجنوب؟ من السعودية كل شيء متوقع الحدوث.