«الإخوان» تاريخ مخجل وإحساس بدونية وطنية
لاحظت شيئاً ذا معنى:
الناصريون يضعون في البروفايل كل رموزهم عبدالناصر والحمدي وعيسى وعبدالسلام وسالم ومحمد إبراهيم وكثيراً ما يجمعون إبراهيم الحمدي مع سالم ربيع علي باعتبارهما رمزي الوحدة الحقيقية.
كذلك يفعل الاشتراكيون.. الحمدي وسالمين.. ويرفعون صور عبدالفتاح إسماعيل وعلي صالح عباد وجار الله عمر وغيرهم من رموز الحركة الوطنية.
حتى المؤتمريون بشتى تمزقاتهم، يرفعون صورة علي عبدالله صالح مكتوباً أسفلها “الزعيم”.
الوحيدون الذين يخجلون من تاريخهم ومن أنفسهم هم الإخوان المسلمون، ينشرون كل الكذب ولا أحد منهم يضع في الواجهة صورة الزنداني وحتى سيد قطب أو حسن البنا..
ثمة خجل… ثمة إحساس بالدونية الوطنية.
المسألة تقع تحت طائلة علم النفس وليس علم السياسة.
تيار يشعر بدونيته ويحاول أن يتعالى فلا يجد نفسه إلا في القاع.
نعم.. في القاع الوطني، بل تحت القاع في المستنقع.
وللعلم.. قال لي القائد الكبير الساكت منذ أربعين سنة وزيادة.. لن أذكر اسمه حتى لا يرتعد وينفي.
قال لي صاحبي إنه كان يقود قوات المغاوير أو لواء الثورة، لا أتذكر بدقة، وكان علي محسن مسؤولاً للشؤون الإدارية.
قال القائد الوطني المحترم والخواف: إن علي محسن كان يسرق أغذية الجنود.. كل يوم يخرج حاملاً على ظهره جونية (كيس) كدم وأشياء أخرى.
من تلك الأيام في الستينات لم يشبع علي محسن.. ما زال يحمل على ظهره وما زال ظهره يتحمل.. وضميره أيضاً!!