انتشرت ظاهرة “التفصيع”، وهو الاسم الشعبي الذي شاع عن بلاطجة تعز وبعض المحافظات التي انتشرت هذه الظاهرة فيها.
حتماً هناك جهة ما تستفيد من هذه الظاهرة وتعبث بالأمن بها، ذلك أن عددها في تزايد مخيف. في الأسبوع الأخير انتقلت العدوى إلى شبوة، مع دخول جحافل الإخوان إليها من مأرب.
بحثت عن أصل كلمة مفصع في قاموس اللغة، وهناك تعبيرات مثيرة له أهمها هو من يخرج منه ريح.
ولكلمة مُفصع دلالة لمن يمشي غير معتدل، حيث يجعل ظهره ومؤخرته إلى الخلف بانحناء..
في تعز لم يتبقَ بيت أو محل تجاري لم يقتحموه أو ينهبوه، كان بعض قادة المفصعين قيادات إخوانية معروفة تتبع غالباً اللواءين 22 و170 وغيرهما من ألوية الإخوان المتدثرة باسم الشرعية.
كانت منهوبات المفصعين تذهب لمخازن قيادات عسكرية وميدانية إخوانية، حتى المستشفيات ومخازن الأدوية تم نهبها.
وتطور عمل المفصعين للقتل والخطف، وسجلت المنظمات الحقوقية بعضاً من هذه الأعمال، لكن أكثرها لم يوثق.
عانى السكان في تعز، لا سيما في المناطق التي يسيطر عليها الإخوان، من تمدد وتفشي الظاهرة، وكانت تتقلص وتختفي تماماً في مناطق اللواء 35 من الضباب حتى الحجرية وكافة مناطق الوجود الأمني للواء، وفي هذا تفسير واضح لارتباط الإخوان بظاهرة المفصعين وتسخيرها أحياناً ضد خصومهم حتى ينفذوا بأيديها ما يريدون من حماقات.. واستخدام الإخوان للمفصعين وكذلك للقاعدة ليس أمراً جديداً.
وتعدى هذا الاستخدام للمفصعين من الإعلاميين والناشطين الذين ساءت ظروفهم المادية ووجدوا فيما يقدمه لهم حزب الإصلاح من فتات ملجأً وحيداً، فانخرطوا في ماكينته الإعلامية ينفذون ما يقال لهم، ويقومون بالزعيق والشتم لخصوم الإصلاح، ولتشويه بعض الشخصيات والأحزاب، ولتحسين صورة الإصلاح. وغالباً ما يكون مفصعو الإعلام مستخدمين جاهزين لأي شيء يملى عليهم، وغالبا ما يسارعون للتعريف بأنفسهم دون طلب، حيث يقولون نحن لسنا إصلاحاً لكن نحترمهم، نحن لسنا إخواناً لكن نحبهم… وهكذا دواليك.
نجح الإصلاح في دعم بعض أصحاب مواقع مستأجرة له وبعض أنصاف الكتاب والإعلاميين، في ظل موجة فقر لهؤلاء، وتم تجنيدهم فعلاً.
هولاء يشكلون جبهة ثانية موازية لجبهة المفصعين في الأرض.. يستخدم الإخوان الجبهتين لنفس الأغراض الدنيئة كأدوات جديدة تم ابتكارها مؤخراً، تضاف إلى رصيده في استخدام كل قاذورات الدنيا لأهدافه، منطلقاً من المقولة الغاية تبرر الوسيلة.
ولعل الدعم القطري السخي وغير المحدود سهل عليه استخدام كل الأدوات المأجورة. وليس أدل على ذلك من عدد القنوات والمواقع والمراكز والأفلام والأعمال في كل مناحي الإعلام التي تمونها قطر ويقوم عناصر الإخوان والمستأجرون من مفصعي الإعلام وغيرهم لإدارتها وإعداد موادها.. وربما كان نصيب مصر الشقيقة نصيب الأسد تليها اليمن تقريباً وتتمدد إلى كل بلدان العالم العربي والإسلامي.
إنها ظاهرة يجب متابعتها وحصر أدواتها وفضحها في كل حين، لأنها ستطل ما تدفق المال القطري إليها.
وقفة:
من مال قطر وسرابيت الإخوان
يأتي اليمن الويل وتأتي
الخدعة
وتأتي كل قاذورات الدنيا
والضفعة منهم تتبعها
ضفعة
ليس ذاك غريباً يا نشوان
هذا ما يمخض عنه زواج
المتعة..