لماذا سقطرى يا إخوان؟
يعلم الجميع أن التحالف العربي دخل إلى اليمن بعد استغاثة أطلقها رئيس الجمهورية اليمني عبد ربه منصور هادي، وأخذت طابعها الشرعي من الأمم المتحدة في القرار 2216 الصادر من مجلس الأمن، وما أن حققت عاصفة الحزم أهدافها حتى بدأت عمليات إعادة الأمل من قبل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لانتشال اليمن وشعبه من براثن مليشيا الحوثي الذراع الإيرانية الخبيثة في اليمن، في سعيها الدؤوب وفي سباق مع الزمن لإعادة اليمن سعيداً كما كان يطلق عليه، ولسنا هنا في صدد تعداد ما قدمه التحالف العربي من مساعدات بشكل عام والإمارات بشكل خاص، فالواقع كفيل بشواهده التي يرفع لها اليمنيون أكف الدعاء محبةً للإمارات حكومةً وشعباً.
ولكننا بصدد سؤال مهم جداً يراود الكثيرين ممن يتابعون الأحداث في اليمن، لماذا هذا الصخب الإعلامي والحملات المجنونة والمرتبكة التي تقودها قطر من خلال ذراعها الإعلامية التي تدار من غرف الموساد الإسرائيلي، في اتهامات للإمارات تشكيكاً في دورها النبيل في سقطرى وتحريفاً لمآربها الخالصة والصادقة التي دفعت أبناء أرخبيل للخروج تضامناً مع دولة الإمارات وتصدياً للحملة المغرضة والخبيثة، التي تضخ لها قطر ملايين الدولارات شراءً للذمم وتجييشاً لمرتزقة الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في سبيل زعزعة الثقة بين الشعب اليمني والدور الإماراتي.
إذاً لماذا اتُهمت الإمارات في سقطرى؟
رغم أنها لم تتعرض لهذه الاتهامات في عدن والمكلا وحضرموت!!
ألم يكن للإمارات دور واضح في هذه المحافظات، من بناء وإعادة إعمار للمنشآت المدنية التعليمية والطبية والخدمية وتأهيل محترف للمباني وللكوادر العسكرية في جميع المناطق التي تم تحريرها؟
إذاً لماذا سقطرى بالذات يا (إخوان)؟!
هنا علينا التأمل قليلاً في الموقع الجغرافي المهم لجزيرة أرخبيل (سقطرى) التي تقع على ممر بحري دولي يربط دول المحيط الهندي مع دول آسيا، وأوروبا، وأفريقيا (القرن الأفريقي خصوصاً)، الذي تطل عليه جمهورية الصومال التي تقع حكومتها الحالية تحت وطأة الريال القطري، الذي يتكفل بتسليمه الإرهابي القطري عبدالرحمن النعيمي، الذي يحمل الحقائب مقسومة المبالغ إلى نصفين؛ نصف يتسلمه عميلهم في مكتب رئيس جمهورية الصومال، والنصف الآخر حركة شباب الصومال الإرهابية، وبالتالي فإن مثلث الإرهاب في المنطقة المكون من إيران وحليفتها قطر وثالثهما الإخوان المتأسلمون بذراعها الداعشية في أفريقيا لا تجد صعوبة في زعزعة أمن المنطقة، من خلال المرور عبر بعض الدول الأفريقية التي يغلب على سياستها وحرصها حقيبة من الدولارات تجعل المبادئ والسيادة في مكب النفايات!!
المخطط الإيراني الإخونجي القطري واضح المعالم، فالسيطرة على جزيرة سقطرى وتغذيتها بالإخونجية يجعل من الممر البحري الدولي مرتعاً للسلاح الإيراني والقرصنة الصومالية ومعبراً آمناً لإرهابي القاعدة وداعش نحو الداخل اليمني.
ومن ثم يتم تهريب الإرهابيين من تونس وليبيا وشمال سيناء إلى الصومال ومنها إلى جزيرة سقطرى، ومن ثم إلى الداخل اليمني، وهذا ما كان يحدث سابقاً حتى تمكنت قوات النخبة في المكلا وحضرموت من تطهير مناطقها من الإرهاب، بإسناد من القوات الإماراتية بشكل أثار إعجاب دول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة، ولأن الإمارات دولة تقوم على مبادئ واضحة وثابتة ومن أهمها الحرب على الإرهاب والقضاء على مصادره، فقد تم تحرير باب المندب وتأمينه ثم التوجه إلى جزيرة سقطرى وتأمينها من خلال تدريب قوات نخبة وقفت سداً منيعاً في وجه المخطط الإخونجي الذي لم يلتفت للحوثي ودماره وركز على جهود الإمارات في سقطرى، وكيف لهذه الجهود دور فاعل وقوي في التصدي لمشروعهم الخبيث الذي يجعل من سقطرى ممراً للإرهاب والسلاح، فبدلاً من أن يباركوا الإنجاز السريع الذي حدث فيها ويباركوا المشروعات والجهود البناءة التي تقوم على ظهرها بسواعد إماراتية، وضعوا نصب أعينهم مخططاً يهدف إلى تسريب قوات مسلحة من الإخونجية.
المنبطحون للحوثي بهدف السيطرة على المطار والميناء، ليجعلوا هذين المنفذين باباً مشرعاً لمخططاتهم الخبيثة ليمرروا عبره ما شاءوا من إرهابيي القاعدة وداعش ومن أسلحة وعتاد إيراني، وهذا ما لم يتحقق بفضل يقظة القوات الإماراتية، التي تنبهت لأهمية سقطرى وضرورة تأمينها من المطامع الإخونجية والخيانة القطرية للخليج العربي، حيث أفسدت مخططاتهم عبر ضربة استباقية من خلال تسليم واستلام قوات النخبة السقطرية لمواقعها الحيوية (الميناء والمطار) وتمركزها بحزم في وجه المشروع الإخونجي الخبيث الذي وجد نفسه في مأزق لا مخرج له منه إلا بإطلاق حملة إعلامية عبر منصات قطرية سُخّرت للإخونجية الإرهابيين، كقناة الجزيرة وغيرها من القنوات الإعلامية التي تدار بمال قطري ومرتزقة إعلام يتبعون لتنظيم الإخونجية، حملة شعواء تتهم الإمارات وتشكك في نواياها، ومحاولة غرس فكرة أن هناك ما يزعمون أنه “احتلال إماراتي” في عقول غير المتابعين بدقة لحجم التعقيد والخطر الذي يمكن أن يمرر عبر سقطرى إلى الخليج العربي.
المخطط الإيراني الإخونجي القطري واضح المعالم، فالسيطرة على جزيرة سقطرى وتغذيتها بالإخونجية يجعل من الممر البحري الدولي مرتعاً للسلاح الإيراني والقرصنة الصومالية ومعبراً آمناً لإرهابيي القاعدة وداعش نحو الداخل اليمني، ومن ثم التسلل للمملكة العربية السعودية وزعزعة أمنها واستقرارها لتسقط باقي أحجار الدمينو الخليجية، ناهيك عن إعادة إعمار أوكار الإرهاب في المناطق اليمنية المختلفة، من خلال بث الفكر المتطرف والمتشدد، وتشكيل مليشيات تديرها خلايا إخوانية، في سبيل القضاء على جهود التحالف العربي، ليبقى الإخونجية هم الطرف الأقوى والذي لا خيار للشعب اليمني حينئذٍ سوى اختياره على رأس السلطة، حيث إن التحرك الإخونجي لم يأتِ من فراغ فهو الذي انبطح قبل عاصفة الحزم وأثنائها، وجعل تعز مشلولة بيد الحوثي وجعل شعبها لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء بسبب التخاذل وعدم الجدية في الحرب على الحوثي.
فلماذا ينشط الآن؟
لأنه وبكل سهولة تنظيم يجيد اللعب على الحبلين، فقد تواطأ مع الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، ثم ما لبث أن انقلب عليه وتواطأ مع الحوثي، واليوم حين شاهد انحسار الخطر الحوثي ودك معاقله وهلاك قادته واحداً تلو الآخر، أخذ يستعد لصعود المشهد السياسي اليمني، من خلال محاولات للسيطرة على المناطق الحيوية في اليمن، والتي إن تمكن منها من خلال إرهاب مليشياته سيتمكن من الجلوس على كرسي السلطة والعبث بمقدرات اليمن وشعبه والإضرار بمصالح المنطقة، بما يتوافق مع توجهات مموليه في قطر وداعميه في إيران وعرابيه في تركيا.
ولكن هيهات أن يتخلى التحالف العربي بقيادة السعودية عن اليمن وشعبه وهيهات أن تمر مخططات الجار الخبيث المرتبك وشريكته إيران (شريفة) وتنظيم الإخوان الشياطين الذين تاهت بوصلة قضيتهم من العدو الذي ينتهك الأعراض ويقتل العباد إلى الصديق المخلص الذي يبذل أبناءه وماله في سبيل إحياء اليمن، لن تمر مرور الكرام هذه المخططات على مَن نذروا أنفسهم لله وللدين والعروبة.