لم تكن نكبة 21 سبتمبر هي النكبة الوحيدة التي تعرض لها اليمن في العَقْد الأخير؛ ولكنها كانت الأشد فتكاً والأسوأ أثراً والأكثر تدميراً لقِيَم الحياة والعيش المشترك.
ولكن.. كيف؟ ولماذا؟ هذا ما سأخصص له سلسلة تغريدات مختصرة عن أهم ملامح النكبة ومحطاتها، بمناسبة ذكراها المشؤومة.
فمنذ أيامها الأولى اتجهت نكبة21 سبتمبر، نحو إرهاب الفُرقاء السياسيين، فاحتلت مقرات الأحزاب وحاصرت منازل قادتها ولاحقت نشطاءها، وصادرت وسائل الإعلام الخاصة والعامة، وبذلك دشّنت مرحلة استبداد سياسي لا يقبل بشريك (يملك أمره)، ولا مكان فيه – حتى – للرأي الآخر، فضلاً عن الرأي المخالف!.
2- نكبة 21 سبتمبر، قائمة في الأساس على نظرية (الولاية)، وهي نظرية طائفية من مُخلَّفات نِزَاعات السابقين، ولم تعد صالحة لعصر الرُّشد السياسي.
وفي سبيل إحيائها سارع الحوثيون في الهيمنة على المؤسسات الدينية وفرضوا مزاجهم المذهبي على كل شيء حتى الأفراح والمآتم، وصادروا خيارات الناس، وقَتَلوا تَنَوّع المجتمع، وبذلك أشعلوا في طول البلاد وعرضها نيران الكراهية والأحقاد.
3 – تحت شعار: (إسقاط الجُرعة، وإسقاط الفاسدين، وتحقيق الشّراكة، وتنفيذ مُخرجات الحوار) تسلل الحوثيون إلى عواطف اليمنيين فظنوا فيهم خيراً، حتى إن قيادات سياسية وعسكرية وحزبية وقَبَلية غضَّت الطرف عنهم وأفسحت المجال لهم.
وحينما أمسكوا بالسلطة – عقِب #نكبة21سبتمبر، حققوا تلك الشعارات بعكسها، وجعلوا أعزة شعبنا أذلة، وكذلك يفعلون.
أما الجُرعة فأسقطوا البلاد في هاوية الفقر والمعاناة قبل أن يُسقطوها، وتاجروا بقوت الناس في أسواقهم السوداء، وجرعوهم كؤوس الفقر وأصناف الإتاوات.
وأما الفاسدون فأزاحوا العشرات منهم بإحلال آلاف المفسدين مكانهم، فنَهب الخَلَف في ثلاث سنوات أكثر مما نهب السلف في ثلاثين سنة!
وأما الشّراكة فحققوها بإخلاء البلاد من كل من هو غيرهم، فاعتقلوا الحكومة وحاصروا الرئيس، وطاردوا قيادات الأحزاب وسجنوا الإعلاميين وأرهبوا الكتَّاب.
وأما مخرجات الحوار فطبقوها، بمصادرة مسودّة الدستور والحيلولة دون وصوله إلى الشعب للاستفتاء عليه، ثم ألغوا مؤسسات الدولة واستبدلوها بلجنة المشرفين الخاصة بهم.
فقلي -بربك- إن لم تكن تلك هي النَّكبة بعينها، فما هي النّكباتُ؟!