لأسباب عديدة، ضاقت مساحات الأمل من انتهاء الحرب، ويكاد يجمع الجميع أن سنوات من الحرب لا تزال تكشر عن انيابها.
لهذا السبب ولأسباب أخرى نستعرض بعضها هنا:
– يجب تدارك الأمر من بعض النخبة المهمومين بالوطن من المؤمنين بالمدنية والمدركين لمخاطر جماعات الله وأحزابه بكل أسمائها، يجب الذهاب وبخطوات مدروسة نحو اصطفاف مدني يجمع الشتات.
– لأن مشاريع جماعات الله ومن يسير في ركابها وجدت في اليمن مكانا خصبا لتأسيس بلد الخلافة والولاية والجهاد، وكل مشاريع الموت، مع تساهل المجتمع الدولي مع هذه الجماعات التي حولت جغرافيا اليمن إلى دويلات وامارات وأمراء حرب.
-ولأن العبث بالجيل القادم وصياغة شخصيته أصبح بيد جماعات العنف التي تعبث بعقول الشباب من خلال المخيمات الصيفية والكتب الصفراء وملازم الهراء، فضلا عن تحويل المدارس إلى ثكنات لغسيل الأدمغة.
– ولأن قيادات الشرعية جزء من المشكلة وليس الحل.
– ولأن دويلات مثل مأرب وتعز التي يسطر عليها الإخوان تقدم نموذجا سيئا لأي محافظة تتحرر، وتفقد التحرير حاضنته الشعبية وتقدم تصرفات تشبه ما هو عند الحوثيين في المحافظات غير المحررة.
– لأن قضية الجنوب لم تعالج بروح شجاعة ومسؤولة، ولم يلتفت إليها، رغم أن الجنوب قدم ضريبة النضال وحرر أرضه، ويتم التعامل معه كغنيمة وفيد ليس إلا، وجره دوما لمشاريع القبيلة والجماعة والخلافة والإمامة وكل مشاريع التخلف.
– لأن الرئيس والسلطة العليا في استراحة طويلة، يجدون كل متع الحياة في الغربة تاركين الوطن يغرق، ولا يجد أبناء الشعب من يستطيع خلعهم مع موات الأحزاب السياسية أو احتوائها في تكتلات بئيسة الفعل والهدف.
– لأن ما بني على باطل ولا يزال يبنى على باطل وتدفق لقرارات ومصالح للمتنفذين والفاسدين تهدر أي أمل في تعافي الاقتصاد والحياة.
– لأن الأحداث الدولية تتسارع وتغير مصالح الدول يجعلها تحرص على مصالحها، وتضع القضية اليمنية ورقة للمقايضة، ما يجعل مصير اليمن على كف عفريت.
– لأن إيرادات البلد تنهب والعملة تضيع والناس تحت خط الفقر وهناك من يموت جوعا ومن يموت مرضا ومن يموت بالقصف ومن يموت على أيدي وسلاح البلاطجة والعابثين.
– لأن الشأن العسكري توقف وتجمد إلا من بعض فوترة بعض الدعم ببعض التراشقات النارية هنا وهناك. ولا أدل على ذلك من جبهات تعز وجبهة نهم، فرغم كل الفضائح حولها لا من يحاسب ولا من يجيب.
– لأن اللقاء المشترك جرده الإصلاح من فاعليته، وأصبح دائرة من دوائر الإصلاح تخدم مشروعه وأجندته ليس إلا، ومن خلاله استحوذ على كل منافذ القرار والدعم العسكري والإغاثي والإداري.
– لأن المؤتمر الشعبي منقسم في شتات ويحتاج لمشروع طويل لإنقاذه وتجميع شتاته وما تبقى من قدراته.
– لأن الشارع مدوخ جوعا وفقرا ومرضا ومسيرات غاضبة لا تلقى صدى، فصوت الرصاص أقوى، ولأن الغضب الشعبي لم ينضم جيدا بعد لكل الشارع المثقل بالوجع رغم اتساع دوائر الغضب في كل المستويات ويكاد يتفق معظم هؤلاء على أن مشروع الحوثي والإخوان هو السبب في كل هذه الانتكاسات.
– لأن التحالف في حالة ليست على ما يرام مع كثير من الضغوط والمتغيرات.
– لأن اليمن والشمال تحديدا يقتل.. يموت.. تتغير ملامحه وهويته، ولأن كرامة الإنسان ووجوده وحريته تم مصادرتها وهي أس هذا الوجود وغايته وهدفه ولا قيمة للحياة بعد هذا كله.
– وأخيراً.. لأن ذلك كله ولأجل ذلك كله، ليس لنا من خيار غير توحد القوى الوطنية والالتحام بالشارع وصناعة اصطفاف نوعي أو شعبي، بعيدا عن أحزاب الشر وجماعات الدين.
اصطفاف مدني عريض فاعل ليس الأمر مجرد طرح تنظيري، إنه اليوم ضرورة ماثلة كي نبقى أحياء، بشيء من كرامة ومع أبسط حقوق الإنسان.
ما لم يتم هذا الاصطفاف، فإننا نساهم في تطويع الجيل القادم لهذه الجماعات وصناعة نسخة من أفغانستان وطالبان وحزب الله في اليمن وتحديدا في الشمال.
وأعتقد أن طرح الأفكار والرؤى لهذا الاصطفاف هو البداية التي تحتاج أن يرافقها التنسيق والإعداد، وهناك من الفرص الكثير لإقامة هكذا اصطفاف.
والله من وراء القصد…